للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يستحق المحبة الكاملة، والذل التام إلا الله سبحانه" (١).

ويقول الشيخ حافظ الحكمي: "ثم اعلم أنها لا تقبل الأعمال الظاهرة ما لم يساعدها عمل القلب، ومناط العبادة هي غاية الحب مع غاية الذل ولا تنفع عبادة بواحد من هذين دون الآخر، ولذا قال من قال من السلف (٢): من عَبَدَ الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد" (٣).

* المسألة الخامسة* فوائد القاعدة وتطبيقاتها

لا تخفى أهمية هذه القاعدة، لتعلقها بالغاية التي خلق الله الخلق من أجلها، وهي عبادة الله تبارك وتعالى، وبعد إنعام النظر، واستقصاء التأمل فيها، بدت لي بعض الفوائد الإيجابية لها أذكرها فيما يلي:

الفائدة الأولى: أن المحبة والذل والخضوع لله تعالى أصل العبادة، فلا تصح عبادة ظاهرة ولا باطنة بدون المحبة والخضوع، بل لا تسمى عبادة؛ لأن العبادة هي توجه إلى المعبود على غاية الحب والخضوع.

يقول الإمام ابن تيمية: "والعبادة أصلها عبادة القلب المستتبع للجوارح؛ فإن القلب هو الملك، والأعضاء جنوده، وهو المضغة الذي إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، وإنما ذلك بعلمه وحاله، كان هذا الأصل الذي هو عبادة الله بمعرفته، ومحبته، هو أصل الدعوة" (٤).


(١) الدرر السنية (٢/ ٢٩٠ - ٢٩١).
(٢) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص ٣٧٢).
(٣) معارج القبول (٢/ ٤٣٧).
(٤) مجموع الفتاوى (٢/ ٦).