الدين قد كَمُلَ بيانه في أصوله وفروعه باطنه وظاهره علمه وعمله
وفيه مسائل:
* المسألة الأولى * معنى القاعدة
يظهر جليًا نوع علاقة هذه القاعدة بسابقتها؛ إذ بيان الشرع وإيضاحه واستبانته في أصوله وفروعه من أعظم وسائل تكميل الدين وحفظه وصيانته، ومن المعلوم أن تمام الدين وكمال بيانه يكون بتبليغ ألفاظ الشرع ومعانيه، إذ تبليغ الألفاظ دون المعاني من العبث الذي يُنَزَّه عنه اللَّه تبارك وتعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، كما أن تبليغ المعاني بدون الألفاظ مما يتعذر ولا يعقل، إذ الألفاظ قوالب المعاني، والذي يجب الجزم واليقين به أن بيان الدين قد وقع من النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- على أكمل الوجوه وأتم الصور.
يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "فهذا البيان الذي تكفل به سبحانه وأمر به رسوله؛ إما أن يكون المراد به بيان اللفظ وحده، أو المعنى وحده، أو اللفظ والمعنى جميعًا، ولا يجوز أن يكون المراد به بيان اللفظ دون المعنى؛ فإن هذا لا فائدة فيه ولا يحصل به مقصود الرسالة،