للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل فكر دخيل، أو مذهب هدام، أو نحلة باطلة، تُغَيِّرُ مفهوماتِه الشرعية.

سادسًا: أن تكميل أديان الخلق وعقولهم يكون بمحاربة جميع العقائد الفاسدة والأفكار المنحرفة، وما يتبع ذلك من رد شبه أهل الباطل التي تؤدي إلى فتنة الناس في أديانهم وتفسد عليهم عقولهم؛ ولذا غضب النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- لما رأى الصحيفة من التوراة (١) في يد عمر -رضي الله عنه-؛ لما يؤدي إليه ذلك من إفساد العقل السليم، واختلاط الحق بالباطل، وعليه فمن أعظم الواجبات، وأجل الفروض محاربة العقائد الفاسدة، والأفكار المنحرفة حماية للأديان وصيانة للعقول" (٢).

يقول الدكتور خالد الحازمي: "ومما يفسد العقل فكرًا وتصورًا، إثارة الشبه بيَّن الناس، وإشغالهم، وافتتانهم بها، وكذا الترويج للشعوذة والكهانة، والنظريات الباطلة في التربية، والسياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والأخلاق، ونشر اللهو عن طريق وسائل متعددة: كالكتاب، والمجلة، والصحيفة، والمسرح، والقصص، والسينما، والرائي، والمذياع، وغير ذلك من الوسائل ذات التأثير الفاعل، وهذه المفسدات العقلية تنحو بفكر الإنسان منحًى يبعده عن مساره الصحيح" (٣).


(١) يشير إلى ما خرجه الإمام أحمد في المسند (٣/ ٣٨٧)، برقم (١٥١٩٥)، عن جابر بن عبد اللَّه -رضي الله عنه- أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أتى النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- فغضب فقال: "أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى -صلى الله عليه وسلم- كان حيًا ما وسعه إلا أن يتبعني"، والحديث سنده ضعيف من أجل مجالد بن سعيد الهمداني، ولكن له شواهد يتقوى بها إلى درجة الحسن. [انظر: إرواء الغليل حديث رقم (١٥٨٩)].
(٢) انظر: مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة الشرعية، للدكتور اليوبي (ص ٢٤٣ - ٢٤٤).
(٣) بحث بعنوان: (التربية الإبداعية في منظور التربية الإسلامية) للدكتور خالد الحازمي، عدد (١١٦)، (ص ٤٨٣) ضمن مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.