للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان جاهلًا مقلدًا وإن كان مستبصرًا في بدعته فهو مشاق لله ورسوله" (١).

ويقول رحمه الله أيضًا: "بل كل شرك في العالم فأصله التعطيل، فإنه لولا تعطيل كماله أو بعضه وظن السوء به لما أشرك به كما قال إمام الحنفاءء وأهل التوحيد لقومه أئفكًا آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين؛ أي: فما ظنكم به أن يجازيكم وقد عبدتم معه غيره وما الذي ظننتم به حتى جعلتم معه شركاء أظننتم أنه محتاج إلى الشركاء والأعوان أم ظننتم أنه يخفى عليه شيء من أحوال عباده حتى يحتاج إلى شركاء تعرفه بها كالملوك أم ظننتم أنه لا يقدر وحده على استقلاله بتدبيرهم وقضاء حوائجهم أم هو قاس فيحتاج إلى شفعاء يستعطفونه على عباده أم ذليل فيحتاج إلى ولي يتكثر به من القلة ويتعزز به من الذلة أم يحتاج إلى الولد فيتخذ صاحبة يكون الولد منها ومنه تعالى الله عن ذلك كله علوًا كبيرًا" (٢).

* المسألة الرابعة * أقوال أهل العلم في تقرير معنى القاعدة

فيما يأتي بعض أقوال أهل العلم في تقرير معنى القاعدة:

يقول الإمام القرافي: "أصل الكفر اهتضام جانب الربوبية" (٣).

ويقول الإمام ابن القيم: "وهذا لأن الشرك هضم لحق الربوبية، وتنقيص لعظمة الإلهية، وسوء ظن برب العالمين ... فلم يجمع على أحد من الوعيد والعقوبة ما جمع على أهل الشرك، فإنهم ظنوا به ظن السوء حتى أشركوا به، ولو أحسنوا به الظن لوحدوه حق توحيده" (٤).

ويقول الشيخ سليمان آل الشيخ: "فإن اتخاذ الشفعاء والأنداد من دون الله هضم لحق الربوبية وتنقص للعظمة الإلهية وسوء ظن برب


(١) إغاثة اللهفان (١/ ٦٢).
(٢) مدارج السالكين (٣/ ٣٤٧ - ٣٤٨).
(٣) الفروق (١/ ٢٢٤).
(٤) إغاثة اللهفان (١/ ٦٠ - ٦١).