قاعدة المشركون ما قصدوا من معبوداتهم إلا القربة والشفاعة ويقولون نريد من الله عز وجل لا منهم لكن بشفاعتهم والتقرب إلى الله بهم
وتشتمل على عدة مسائل:
* المسألة الأولى * بيان معنى القاعدة
أشارت القاعدة إلى مقاصد المشركين ونياتهم في توجهاتهم وعبادتهم لغير الله تعالى، وأنهم ما أرادوا من معبوداتهم إلا التسبّب والتشفّع والتقرب، ولم يدعوا لآلهتهم التصرف والاستقلال بالتأثير في شيء من الكون، وإن كان ذلك لازمًا لهم من جهة إشراكهم في توحيد العبادة كما سبق بيانه من قبل.
فالذي أوقع المشركين في الشرك بالله تعالى هو قولهم واعتقادهم هذا، وصرفهم العبادة لغير الله ممن لا يضر ولا ينفع، قصدًا للزلفى والشفاعة، فاعتقدوا أن صرف العبادة لهذه المعبودات يجلب محبتها، ومن ثم تقرّبهم إلى الله تعالى وتشفع لهم عنده، بل جعلوا هذا من تعظيم المعبودات الذي يحبه الله تعالى ويرضى عنهم بسببه، فجعلوا تلك