للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القائلين باختصاص الربوبية بذلك في غير موضع" (١).

ويقول -رَحِمَهُ اللّه- أيضًا: "فهو -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الخالق كل شيء؛ فإن كل من لا يكون خالقًا لكل شيء لا يكون نافعًا ضارًا على الإطلاق، وكل من لا يكون كذلك لا يستحق أن يعبده كل مخلوق؛ لأن العبادة هي الطاعة، والانقياد، والخضوع، ومن لا يملك نفعًا ولا ضرًا بالنسبة إلى بعض المخلوقين لا يستحق أن يعبده ذلك البعض، ويطيعه، وينقاد له، فإن من لا يقدر على إيصال نفع إلى شخص، أو دفع ضر عنه لا يرجوه، ومن لا يقدر على إيصال ضر إليه لا يخافه، وكل من لا يخاف ولا يرجى أصلًا لا يستحق أن يعبد وهو ظاهر" (٢).

* المطلب الرابع* أسماؤه وإطلاقاته

لقد عبَّر أهل العلم عن هذا النوع من التوحيد بعدة أسماء وإطلاقات، وكل من هذه الأسماء لها مناسبات بسببها وجدت التسمية، ولا شكَّ أن معرفة الأسماء والإحاطة بإطلاقات المسميات الشرعية، ومعرفة تعبيرات أهل العلم عنها ومناسبات ذلك له فوائد عظيمة لا تخفى، وفيما يأتي أنقل ما وقفت عليه من تلك الإطلاقات لهذا النوع العظيم:

[أ - توحيد الطلب والقصد]

أطلق هذه التسمية عدد من أهل العلم، ومناسبة ذلك أن توحيد العبادة قد تضمن طلب المخلوق من الخالق، كما أن فيه القصد والتوجه ظاهرًا وباطنًا إلى المعبود الحق -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.


(١) روح المعاني (١٥/ ٢١٩).
(٢) المصدر نفسه (٢٦/ ٥٩).