للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثامن

قاعدة التوجه إلى شيء أو إلى جهة بقصد القربة وحصول الثواب عبادة

وفيه توطئة ومسائل:

[توطئة]

من المعلوم أن اتخاذ القبلة التي يتوجه إليها وقت العبادة يعتبر من الشعائر العظيمة التي يتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى، وما من أهل دين وملة إلا ولهم قبلة؛ هي من أعلام دينهم، ومما يتميزون به عن غيرهم، فهم يتوجهون إليها وقت عبادتهم لا يفارقونها أبدًا إلا إذا فارقوا دينهم.

يقول الإمام ابن تيمية رَحِمَهُ الله: "ثم أخذ سبحانه في بيان شرائع الإسلام التي على ملة إبراهيم فذكر إبراهيم الذي هو إمام، وبناء البيت الذي بتعظيمه يتميز أهل الإسلام عما سواهم، وذكر استقباله وقرر ذلك، فإنَّه شعار الملة بين أهلها وغيرهم؛ ولهذا يقال: أهل القبلة، كما يقال: "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم" (١) " (٢).


(١) قطعة من حديث أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب: فضل استقبال القبلة يستقبل بأطراف رجليه (١/ ١٥٣) برقم (٣٨٤)، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الأضاحي، باب: وقتها (٣/ ١٥٥٣) برقم (١٩٦١)، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
(٢) مجموع الفتاوى (١٤/ ٤٢).