للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأصل، فهو مركوز في فطر الخلق، والأصل في حد ذاته دليل على الفرع، فتوحيد الربوبية هو الدليل على توحيد العبادة.

* المسألة الثالثة * أدلة القاعدة

مما يدل على صحة القاعدة واعتبارها أمور عدة:

أولًا: إلزام الله تبارك وتعالى المشركين بتوحيد الله في عبادته، بناء على إقرارهم بتوحيد الربوبية، وهذا الاستدلال كثير في القرآن الكريم وهو يدل على أن إقرار العبد بتوحيد الربوبية هو أكبر دليل على تقريره إفراد الله تعالى بالعبادة دون ما سواه، ولو لم يكن هذا الإقرار دليلًا على هذا لم يحتج به سبحانه على المشركين ولم يلزمهم بهذا الإقرار أصلًا، وما دام أن الإقرار أصبح دليلًا، فإنَّه يكون سابقًا ومتقدمًا على المدلول فثبت كونه أصلًا للمدلول.

ومن تلك النصوص:

قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١)} [العنكبوت: ٦١]، وقوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٦٣)} [العنكبوت: ٦٣]، وقال سبحانه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٢٥)} [لقمان: ٢٥]، وقال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٩)} [الزخرف: ٩]، وقوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٨٧)} [الزخرف: ٨٧]، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣٤)} [يونس: ٣٤]، وقوله عز من قائل: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ