للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الجهل الغليظ والحمق الشديد (١).

* المسألة الثالثة * أقوال أهل العلم في تقرير معنى القاعدة

الناظر في كلام أهل العلم - رحمهم الله - يجد تأييدهم لهذه القاعدة العظيمة التي ينبني عليها كثير من المسائل المتعلقة بالتوحيد والدعوة إليه، -كما سيأتي بيان ذلك قريبًا إن شاء الله-، وما ذاك إلا لكون فهمها واعتقاد ما دلت عليه هو المقياس الصحيح لفهم التوحيد الذي جاء به الأنبياء قاطبة، وفيما يأتي أذكر بعض النقول لأهل العلم المؤيدة والمقررة لهذه القاعدة:

يقول -الإمام المجدد- الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "والعبادة هي التوحيد؛ لأن الخصومة بين الأنبياء والأمم فيه" (٢).

وقال -رحمه الله- أيضًا: "والأصل الثاني: وهو توحيد الألوهية، فهو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه، وهو توحيد الله بأفعال العباد؛ كالدعاء، والرجاء، والخوف، والخشية، والاستعانة، والاستعاذة، والمحبة، والإنابة، والنذر، والذبح، والرغبة، والخشوع، والتذلل، والتعظيم" (٣).

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: "فاعلم أن الاختلاف بين الرسل وأممهم إنما هو معنى (لا إله إلا الله) بالمطابقة؛ فإن جلمة (لا إله): تنفي الشرك والإلهية عن كل ما سوى الله، وجملة


(١) انظر: التفسير الكبير (٢٦/ ٢٤٨ - ٢٤٩).
(٢) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (٢/ ٦٦ - ٦٧)، وانظر: مسائل كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب (ص ٩).
(٣) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (٢/ ٦٧ - ٦٨).