للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الإمام ابن تيمية: "وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب، وإن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع؛ سواء جعل الظاهر من لوازم الإيمان، أو جزءًا من الإيمان" (١).

ويقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: "وهكذا من ادعى الإيمان بهذه الأصول ثم لم يؤد شرائع الإسلام الظاهرة، فلم يشهد أن لا إله إلا اللّه، وأن محمدًا رسول اللّه، أو لم يصل، أو لم يصم، أو لم يزك، أو لم يحج، أو ترك غير ذلك من شعائر الإسلام الظاهرة التي أوجبها اللّه عليه، فإن ذلك دليل على عدم إيمانه، أو على ضعف إيمانه، فقد ينتفي الإيمان بالكلية كما ينتفي بترك الشهادتين إجماعًا، وقد لا ينتفي أصله، ولكن ينتفي تمامه وكماله لعدم أدائه ذلك الواجب المعين" (٢).

ويقول الشيخ حافظ الحكمي: "ومحال أن ينتفي انقياد الجوارح بالأعمال الظاهرة مع ثبوت عمل القلب" (٣).

وسيأتي مزيد بيان لهذا التلازم فيما يأتي:

[القسم الرابع]

الأدلة على أن تحقيق شهادة أن لا إله إلا اللّه، وأن محمدًا رسول اللّه لا بد أن يتضمن معرفة القلب وعلمه وتصديقه وإقراره، وأن هذا هو أصل الإيمان، وأساس الإسلام:

أولًا: ما دلَّ من النصوص أن كفر الكافرين والمنافقين كان بسبب خلو قلوبهم من الأقوال والأعمال، وبذلك حكم الله عليهم بالكفر باللّه العظيم، ومن تلك الأدلة ما يأتي:

قوله سبحانه: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ


(١) الإيمان الأوسط (ص ٥٦٧)، وانظر: مجموع الفتاوى (٧/ ٦١٦).
(٢) مجموع الفتاوى ومقالات متنوعة (٣/ ٢٠).
(٣) معارج القبول (٢/ ٥٩٤).