فدلت هذه النصوص على أن الإيمان الصحيح والمعتبر هو ما كان أصله حاصلًا في القلب؛ من التصديق، والإقرار، والانقياد، والتعظيم، والمحبة، وغير ذلك من أعمال القلوب التي هي ركن في صحة الإيمان.
ولذلك كان ذكر الإيمان في القرآن غالبًا ما يكون مقرونًا بالقلب، ومضافًا إليه؛ وذلك لأنه الأصل لبقية أعمال الجوارح كما لا يخفى.
يقول الإمام ابن كثير في معنى قوله تعالى:{مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ}[المائدة: ٤١]: "أي: أظهروا الإيمان بألسنتهم وقلوبهم خراب، خاوية منه، وهؤلاء هم المنافقون"(١).
وقال الشوكاني في قوله تعالى:{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}
(١) تفسير ابن كثير (٢/ ٥٩)، وانظر: تفسير القرطبي (٦/ ١٨١).