المخرج عن دين الإسلام بالكلية، وهكذا في جميع أفراد الشرك الأصغر وخاصة مع فشو الجهل وغربة الدين.
رابعًا: كما دلت النصوص الواردة في أفراد الشرك الأصغر على تنوع أحواله، وتعدد صفاته؛ فتارة يكون في النيات والإرادات، وتارة يكون في الأقوال، وتارة يكون في الأعمال، فيشترك فيه القلب واللسان والجوارح.
خامسًا: بالنسبة لقيد (التي لم تبلغ رتبة العبادة)؛ أي: مرتبة عبادة غير الله تبارك وتعالى، وهي المرتبة التي تتضمن إعتقادًا شركيًا يخرج به الإنسان عن ملة الإسلام بالكلية؛ كمن يحلف بغير الله معتقدًا تعظيم المحلوف به كتعظيم الرب تعالى، أو محبته المحبة الشركية الملازمة للخضوع والذلة وتعظيم المحبوب، واعتقاد ملكه للنفع والضر، أو الخوف منه خوفًا يتضمن اعتقاد أنه بمقدوره إيصال النفع والضر بذاته بدون أسباب محسوسة، فكل ذلك من الشرك الأكبر المخرج عن الإسلام، والمنافي للتوحيد جملة وتفصيلًا.
ولذا قيد الشرك الأصغر بأن لا يصل إلى درجة العبادة لغيره سبحانه وتعالى، ولكنه متضمن لنوع من التسوية والتنديد ولكنها لا تصل إلى درجة العبادة المتضمنة للاعتقاد الشركي المخرج عن الملة.
* المسألة الثالثة* أقوال أهل العلم في تقرير معنى القاعدة
أذكر فيما يأتي بعض أقوال أهل العلم في اعتماد القاعدة وتقريرها:
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-: "وأما الشرك الأصغر: فهو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسل بها إلى الشرك، كالغلو في