للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(إلا الله): تثبت الإلهية بجميع أنواعها الباطنة والظاهرة لله وحده، وبيان هذا في القرآن في آي كثير" (١).

ويقول الشيخ السعدي: "وزبدة دعوة الرسل كلهم، ومدارها على قوله: {أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (٢)} [النحل: ٢] أي: على معرفة الله تعالى، وتوحده في صفات العظمة التي هي صفات الألوهية، وعبادته وحده لا شريك له، فهي التي أنزل بها كتبه، وأرسل بها رسله، وجعل الشرائع كلها تدعو إليها، وتحث وتجاهد من حاربها وقام بضدها" (٢).

ويقول -العلامة المفسّر- محمد الأمين الشنقيطي: "وأكثر آيات القرآن في هذا النوع من التوحيد، وهو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم" (٣).

ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز: "وإنما الخصومة بين المشركين وبين الرسل في إخلاص العبادة لله وحده" (٤).

ويقول الشيخ حافظ الحكمي: "وإذا عرفت أن توحيد الإلهية هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة، ونفي العبادة عن كل ما سوى الله تبارك وتعالى، فضد ذلك هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله -عز وجل-، وهذا هو الغالب على عامة المشركين، وفيه الخصومة بين جميع الرسل وأممها" (٥).

ويظهر مما سبق من أقوال أهل العلم أن توحيد الألوهية والعبادة هو محور الخلاف، وأصل النزاع بين الأنبياء وأقوامهم، ومن أجله


(١) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١١/ ٤٨٧ - ٤٨٨)، وانظر: مصباح الظلام للشيخ عبد اللطيف (ص ٢٩٨).
(٢) تفسير السعدي (٤٣٥).
(٣) أضواء البيان (٣/ ١٨).
(٤) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (١/ ١٧٣)، وانظر: (٤/ ٤٠٢).
(٥) معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي (٢/ ٤٥٩).