للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الإمام السمعاني: "وقوله: {قُرْبَانًا} إنما قال ذلك لأنهم كانوا يقولون إن عبادتنا لها تقربنا إلى الله" (١).

ويقول الإمام الطبري: "فلولا نصر هؤلاء الذين أهلكناهم من الأمم الخالية قبلهم أوثانهم، وآلهتهم التي اتخذوا عبادتها قربانًا يتقربون بها فيما زعموا إلى ربهم منا، إذ جاءهم بأسنا فتنقذهم من عذابنا إن كانت تشفع لهم عند ربهم كما يزعمون، وهذا احتجاج من الله لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- على مشركي قومه، يقول لهم: لو كانت آلهتكم التي تعبدون من دون الله تغني عنكم شيئًا، أو تنفعكم عند الله كما تزعمون أنكم إنما تعبدونها لتقربكم إلى الله زلفى، لأغنت عمن كان قبلكم من الأمم التي أهلكتها بعبادتهم إياها" (٢).

ويقول الرازي في بيان معنى الآية: "ثم قال تعالى: {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً}، القربان: ما يتقرب به إلى الله تعالى؛ أي: اتخذوهم شفعاء متقربًا بهم إلى الله حيث قالوا: {هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}، وقالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} " (٣).

ويقول أبو السعود في تفسير الآية: "فهلا نصرهم وخلصهم من العذاب الذين اتخذوهم آلهة حال كونها متقربًا بها إلى الله تعالى، حيث كانوا يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، هؤلاء شفعاؤنا عند الله" (٤).


(١) تفسير السمعاني (٥/ ١٦١).
(٢) تفسير الطبري (٢٦/ ٢٩)، وانظر: تفسير القرطبي (١٥/ ٢٣٣)، وفتح القدير، للشوكاني (٤/ ٤٤٩)، وتفسير أبي ابن زمنين (٤/ ٢٣٠).
(٣) التفسير الكبير (٢٨/ ٢٦).
(٤) تفسير أبو السعود (٨/ ٨٧).