للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صورها على صور الأنبياء والصالحين، ومنهم من جعلها تماثيل وطلاسم للكواكب والشمس والقمر، ومنهم من جعلها لأجل الجن، ومنهم من جعلها لأجل الملائكة، فالمعبود لهم في قصدهم إنما هو الملائكة والأنبجاء والصالحون أو الشمس أو القمر وهم في نفس الأمر يعبدون الشياطين، فهي التي تقصد من الإنس أن يعبدوها، وتظهر لهم ما يدعوهم إلى ذلك" (١).

ويقول رحمه الله: "ومن الشرك ما كان أصله عبادة الملائكة، أو الجن، وضعت الأصنام لأجلهم، وإلا فنفس الأصنام الجمادية لم تعبد لذاتها، بل لأسباب اقتضت ذلك" (٢).

ويقول الإمام ابن القيم بعد أن ذكر جملة المعبودات من دون الله تعالى، وكيفية عبادتها: "وكل هؤلاء مرجعهم إلى عبادة الأصنام؛ فإنهم لا تستمر لهم طريقة إلا بشخص خاص، على شكل خاص، ينظرون إليه، ويعكفون عليه، ومن ها هنا اتخذ أصحاب الروحانيات والكواكب أصنامًا زعموا أنها على صورتها، فوضع الصنم إنما كان في الأصل على شكل معبود غائب، فجعلوا الصنم على شكله وهيأته وصورته ليكون نائبًا منابه، وقائمًا مقامه، وإلا فمن المعلوم أن عاقلًا لا ينحت خشبة، أو حجرًا بيده ثم يعتقد أنه إلهه ومعبود" (٣).

ويقول الإمام ابن كثير في شأن مناظرة إبراهيم لقومه: "والحق أن إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- كان في هذا المقام مناظرًا لقومه، مبينًا لهم بطلان ما كانوا عليه من عبادة الهياكل والأصنام، فبين في المقام


(١) مجموع الفتاوى (١/ ٣٦١)، وانظر: (١٧/ ٤٥٥)، واقتضاء الصراط المستقيم (٤٠٦)، والجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (٢/ ٢٦١).
(٢) مجموع الفتاوى (١٧/ ٤٦٠ - ٤٦١).
(٣) إغاثة اللهفان (٢/ ٢٢٤)، وانظر: معارج القبول (٢/ ٤٧٢).