الثاني: استقبال غير شرعي، وهو استقبال ما لم يرد به الشرع بنية القربة وحصول الثواب، وهو على قسمين أيضًا:
أولًا: استقبال بدعي؛ كمن يستقبل القبور حال الدعاء، أو يستقبل بيت المقدس بدعاء أو ذكر أو عبادة، أو أن يتوجه إلى جهة شيخه ومعظمه بالدعاء؛ راجيًا سرعة الإجابة من الله تعالى بسبب هذا التوجه والاستقبال، أو أن يتوجه مستقبلًا إلى أي جهة معتقدًا أن لها خاصية ذاتية تميزها وتفضلها على غيرها بدون مسوغ شرعي، فهذا العمل من البدع العظيمة، بل هو في بعض أنواعه من أعظم الذرائع، وأخطر الوسائل المؤدية إلى الوقوع في الشرك الأكبر.
ثانيًا: استقبال شركي؛ كمن يستقبل القبور مثلًا معتقدًا تعظيمها، وأن لأصحابها شيئًا من التصرف، وقبول الدعاء، أو أن يعتقد أنهم بسبب توجهه يقربونه إلى الله تعالى، أو يشفعون له عنده، أو غير ذلك من الصور الشركية التي تقع من كثير من جهلة المسلمين.
فهذه هي صور التوجه والاستقبال التي وقفت عليها من خلال كلام أهل العلم حسب اطلاعي، وقد توجد صور كثيرة غير ما ذكرته، ولكنها غالبًا ما تكون مندرجة تحت قسم من تلك الأقسام السابقة.
(١) وهذا من الآداب التي حث عليها الإسلام، فإن استقباله ومواجهته حال السلام مما يزيد في المحبة ويقوي رابطة الأخوة بينهما، ولذا جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "لقيني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بيدي ثم قال: ما التقى المسلمان فسلم أحدهما على صاحبه إلا لم يتفرقا حتى يغفر لهما". [مسند الشاميين (١/ ٢٩٠)، رقم (٥٠٦)] وهذا الالتقاء والسلام لا يكون بدون استقبال ومواجهة.