للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصول، وأصول العلوم: قواعده التي تبنى عليها الأحكام، والنسبة إليها أصولي، والأصيل: الوقت بعد العصر إلى المغرب، وجمعه أُصُل وآصال وأصائل (١).

أما اصطلاحًا فيطلق على عدة معانٍ عند أهل العلم؛ منها:

الدليل؛ يقال: الأصل في المسألة قوله تعالى كذا ... ، ويطلق على القاعدة أو الضابط، فيقال: الأصل بقاء ما كان على ما كان، والأصل في المياه الطهارة، ويطلق على الراجح، فيقال: الحقيقة هي الأصل عند تعارض الحقيقة والمجاز، وغير ذلك من المعاني (٢).

وعلى ضوء هذه المعاني تظهر علاقة القاعدة بالأصل، فهي علاقة عموم وخصوص، فالأصل أعم من القاعدة إذ إنه يجمع مسائل متفرقة من أبواب شتى، وقد يجمعها من باب واحد، بخلاف القاعدة فإن مسائلها لا تكون إلا من أبواب متفرقة، ولا تجمع مسائل الباب الواحد.

وقد نص على هذه العلاقة الإمام المقري (٣) عندما عرَّف القاعدة حيث قال: "كل كلي هو أخص من الأصول وسائر المعاني العقلية العامة، وأعم من العقود، وجملة الضوابط الفقهية الخاصة" (٤).

وعليه فقد يطلق الأصل على القاعدة، وعلى الضابط لما له من


(١) انظر: المعجم الوسيط (١/ ٢٠)، والمصباح المنير (١/ ١٦)، ومختار الصحاح (ص ٨).
(٢) انظر: قاعدة العادة محكمة ليعقوب الباحسين (ص ١٦ - ١٧)، والقواعد الفقهية المستخرجة من كتاب إعلام الموقعين، لعبد المجيد جمعة (ص ١٦٨ - ١٦٩).
(٣) هو: محمد بن أحمد بن بكر بن يحيى القرشي المقري يكنى أبا عبد الله، قاضي الجماعة بفاس فقيه مالكي، لقي أبا حبان، والشمس الأصبهاني وابن عدلان بمكة، وابن القيم بدمشق، وآخرين وأخذ عنه الشاطبي، وابن الخطيب التلمساني، وابن خلدون وغيرهم. له مصنفات منها: القواعد، توفي سنة ٧٥٩ هـ. [انظر ترجمته في: الديباج المذهب (ص ٢٨٨)، ونيل الابتهاج (ص ٢٤٩)].
(٤) القواعد، للمقري (١/ ٢١٢).