للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سواه من الملائكة، والأنبياء، فضلًا عن غيرهم، فليس بإله، ولا له من العبادة شيء، وأثبتت الإلهية للّه وحده: بمعنى أن العبد لا يَألَه غيره: أي: لا يقصده بشيء من التأله، وهو تعلق القلب الذي يوجب قصده بشيء من أنواع العبادة" (١).

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن:(لا إله إلا اللّه) خير الكلام وأفضله، وتناولت الدين كله، ودلت عليه مطابقة وتضمنًا والتزامًا، وتضمنت أمرين هما أساس الدين:

الأول: نفي الإلهية عن كل ما سوى الله تعالى نفيًا عامًا، وهي العبادة كما نطق به القرآن في مواضع كثيرة فـ (لا): هي أداة النفي، دخلت على المنفي بها، فينتفي إذا قاله الموحد.

الأمر الثاني: المستثنى بـ (إلا): وهو اللّه وحده دون كل ما سواه؛ من قبر، أو وثن، أو شجر، أو حجر، أو غير ذلك، فلا يقصد بشيء من أنواع العبادة شيئًا سوى اللّه تعالى وحده. فدلت على هذين الأمرين مطابقة" (٢).

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن قاسم: "فبهذا ونحوه تعرف أن معنى (لا إله إلا اللّه): النفي والإثبات، والولاء والبراء، والتجريد والتفريد، وهذه التفاسير ونحوها ترجع إلى معنى واحد، وهو: تجريد غير اللّه عن الألوهية وتفريدها للّه وحده دون كل من سواه، والبراءة من تأله غير اللّه بالكلية، ومن اعتقد أنه بمجرد تلفظه بالشهادة يدخل الجنة، ولا يدخل النار فهو ضال، مخالف للكتاب، والسُّنَّة، وإجماع الأمة" (٣).

ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: "تحقيق معنى (لا إله إلا اللّه)،


(١) تيسير العزيز الحميد (ص ٥٨ - ٥٩).
(٢) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١١/ ٥٦٨).
(٣) حاشية الأصول الثلاثة لابن قاسم (ص ٨٧ - ٨٨).