للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالطاغوت إسلام ولا دين، وهو أصل متين، وأساس مكين يقوم عليه ركن النفي في كلمة الإخلاص لا إله إلا الله (١)، ولا نصيب لأحد بدونه في نجاة ولا سعادة، إذ كيف ينال السعادة من لم يحقق كلمة الإخلاص التي هي أساس النجاة والخلاص.

يقول -الإمام المجدد- الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "واعلم أن الإنسان ما يصير مؤمنًا بالله إلا بالكفر بالطاغوت" (٢).

وقال الإمام عبد الرحمن بن حسن: "إن لم ينكر الشرك لم يعرف التوحيد، ولم يأت به، وقد عرفت أن التوحيد لا يحصل إلا بنفي الشرك، والكفر بالطاغوت" (٣).

ويقول الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن: "وأعظم حق الإسلام وأصله الأصيل: هو عبادة الله وحده، والكفر بما يعبد من دونه، وهذا هو الذي دلت عليه كلمة الإخلاص" (٤).

وأما كيفية الكفر بالطاغوت فإنه يشمل الاعتقاد، والقول، والعمل، فيعتقد بطلان جميع الآلهة والمعبودات من دن الله تعالى، وأنها لا تملك خيرًا ولا شرًا، ولا نصرًا ولا عزًا، ويوقن ببطلان كل عبادة صرفت لغيره عز وجل، مع بغض الشرك وعداوة أهله وأنصاره، والبراءة منهم، ثم لا بد من التصريح باللسان بنفي هذه المعبودات نفيًا قاطعًا حاسمًا، وأنه ليس لها أدنى مثقال ذرة من الحق في الألوهية والعبادة والتعظيم من دون الله تعالى، والحكم عليها بالكفر والخسران، والضلال والخذلان، ويلزمه بعد ذلك اجتناب المعبودات من دونه سبحانه، ومفارقتها، ومجاهدتها وأهلها بالقول والعمل، وإزالتها باليد عند القدرة وانعدام


(١) سبق بيان ركني النفي والإثبات المشتملة عليهما كلمة التوحيد في القاعدة السابقة.
(٢) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١/ ١٦٣).
(٣) المصدر نفسه (٢/ ٢٠٧).
(٤) المصدر نفسه (١٢/ ٢٧٥).