للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معبودًا، ولكن اللَّه الذي له الألوهة والعبادة إله واحد معبود، لا ولد له، ولا والد، ولا صاحبة، ولا شريك" (١).

ويقول الشيخ السعدي في شأن توحيد الألوهية: "وهذا النوع يقال له: توحيد الإلهية، وتوحيد العبادة؛ فالألوهية وصفه تعالى، والعبودية وصف عبده" (٢).

يقول الشيخ العثيمين (٣) -رحمه الله- في فوائد بعض الآيات: "ومنها: أن العبادة والألوهية معناهما واحد؛ لكن العبادة باعتبار العابد؛ والألوهية باعتبار المعبود، ولهذا كان أهل العلم يسمون التوحيد توحيد العبادة؛ وبعضهم يقول: توحيد الألوهية" (٤).

ويقول الشيخ فالح آل مهدي: "قوله: (وهذا) راجعة إلى توحيد الشرع والقدر، وكما يسمى بذلك يسمى أيضًا التوحيد الطلبي الإرادي، وتوحيد العبادة، وتوحيد الألوهية، والتوحيد الفعلي نسبة إلى أفعال العباد، وتوحيد القصد والعمل، فهذه كلها ألقاب لهذا النوع" (٥).


(١) تفسير الطبري (٦/ ٣٧).
(٢) تفسير السعدي (ص ٥٠٣).
(٣) هو: العالم، الجليل، الزاهد، الورع، الفقيه، الأصولي، المفسر: أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أحمد بن مقبل العثيمين الوهيبي التميمي، ولد في مدينة عنيزة في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام ١٣٤٧ هـ، من أبرز شيوخه: علامة القصيم الشيخ عبد الرحمن السعدي، وعبد الرزاق عفيفي، والشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد اللَّه بن باز مفتي المملكة سابقًا، مؤلفاته كثيرة وشهيرة ومنها: القول المفيد شرح كتاب التوحيد، وشرح الواسطية، وفتح رب البرية بتلخيص الحموية، وغيرها الكثير، ووافاه الأجل بعد عصر يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة ١٤٢١ هـ، بمدينة جدة. [انظر ترجمته في: (ابن عثيمين الإمام الزاهد)، د. ناصر الزهراني، و (الجامع لحياة العلامة محمد بن صالح العثيمين -رَحِمَه اللّه-) لتلميذه وليد بن أحمد الحسين].
(٤) تفسير سورة البقرة (٢/ ٨٠)، وانظر: القول المفيد للشيخ ابن عثيمين (١/ ١٤).
(٥) التحفة المهدية (ص ٢٨).