للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولًا: النصوص التي نفى الله فيها أن يكون في خلقه مشابهًا أو مماثلًا له في ذاته، أو صفاته، أو أفعاله، بل ونهيه عن ذلك؛ مثل الكفؤ، والسمي، والشريك، والمثل، والند، وضرب الأمثال له؛ إذ تماثل الصفات والأفعال يستلزم تماثل الذوات، فإن الصفة تابعة للموصوف بها، والفعل أيضًا تابع للفاعل (١)، ومن تلك النصوص ما يلي:

١ - قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} [الإخلاص: ٤].

أي: ليس له شبيه ولا نظير ولا مساوي، وهي عامة لكل ما يدخل في مسمى الكفؤ (٢).

قال أبو العالية: "لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء" (٣).

وقال الإمام السمعاني في معنى الآية: "أي: لم يكن أحد نظيرًا له ولا شبيهًا" (٤). فيمتنع ويستحيل أن يكون في الموجودات من هو مساوٍ له في شيء من صفات الكمال، والجلال، والعظمة، والكبرياء (٥).

٢ - ومنها قوله سبحانه: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥)} [مريم: ٦٥].

يقول الإمام ابن تيمية: "وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥)} {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} فبين بذلك أن الله لا مثل له، ولا سمي، ولا كفو، فلا يجوز أن يكون شيء من صفاته مماثلًا لشيء من صفات المخلوقات، ولا أن يكون المخلوق مكافئًا ولا مساميًا له في شيء من صفاته سبحانه وتعالى" (٦).


(١) انظر: مجموع الفتاوى (٥/ ٣٢٥)، والعقيدة الأصفهانية لابن تيمية (ص ٢٥).
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (٦/ ٤٤٤).
(٣) انظر: تفسير الطبري (٣٠/ ٣٤٧).
(٤) تفسير السمعاني (٦/ ٣٠٤)، وانظر: تفسير ابن زمنين (٥/ ١٧٢).
(٥) انظر: التفسير الكبير للرازي (٢٣/ ١٦٩).
(٦) مجموع الفتاوى (٦/ ٥١٦).