للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقرب هذه المعاني للقاعدة هو الدين بمعنى الملة.

يقول ابن عطية (١) - رحمه الله -: "والدين لفظ يجيء في كلام العرب على أنحاء منها الملة قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: ١٩] وسمي حظ الرجل منها في أقواله وأعماله واعتقاداته دينًا فيقال فلان حسن الدين" (٢).

ومن أهل العلم من جعل الملة أخص من الدين.

يقول الشيخ علي القاري (٣): "والظاهر أن الملة أخص من الدين؛ ولذا قيل باتحاد دين الأنبياء وهو الإسلام والتوحيد، واختلاف مللهم لاختلاف شرائعهم" (٤).

أما لفظ الإسلام فهو من أصل لغوي ثلاثي هو (سلم)، ومعظم بابه من الصحة والعافية والسلامة (٥).


= الأفعال المتعدية بحرف (ص ١٠٧)، واتفاق المباني وافتراق المعاني (ص ١٩٣)، وفتح الباري (٨/ ١٥٦)، وعمدة القارئ (١/ ٢٥٥).
(١) هو: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن غابى الغرناطي المالكي، فقيه، عالم بالتفسير، والأحكام، والحديث، والفقه، والنحو، واللغة، والأدب، حسن التقييد، له نظم ونثر، ولي قضاء المرية، وكان غاية في الذكاء، والدهاء، والتهمم بالعلم، توخى الحق، وعدل في الحكم، وألف كتابه المحرر الوجيز في التفسير فأحسن فيه وأبدع، وطار بحسن نيته كل مطار، وكتابًا ضمنه مروياته وأسماء شيوخه فحرر وأجاد، ولد سنة ٤٨١ هـ، وتوفي سنة ٥٤٦ هـ. انظر ترجمته في: نفح الطيب (٢/ ٥٢٦ - ٥٢٧)، ومعجم المؤلفين (٥/ ٩٣).
(٢) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (١/ ٧٠).
(٣) هو: العلامة علي بن سلطان محمد نور الدين الملا الهروي القاري، فقيه حنفي من صدور العلم، ولد في هراة وسكن مكة وتوفي بها سنة (١٠١٤ هـ)، قيل: كان يكتب فلي كل عام مصحفًا وعليه طرر من القراءات والتفسير فيبيعه فيكفيه قوته من العام إلى العام، وصنف كتبًا كثيرة، منها: أنوار القرآن وأسرار الفرقان، والأثمار الجنية في أسماء الحنفية، وغيرها كثير. [ترجمته في: الأعلام للزركلي (٥/ ١٢)، والإعلام بتصحيح كتاب الأعلام (ص ١٠٥)].
(٤) مرقاة المفاتيح (١/ ٢٦٢).
(٥) انظر: معجم مقاييس اللغة (٣/ ٩٠).