للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك كرامة للمخوف بالشفاعة، أو على سبيل الاستقلال، فهذا الخوف لا يجوز تعلقه بغير الله أصلًا؛ لأن هذا من لوازم الإلهية، فمن اتخذ مع الله ندًّا يخافه هذا الخوف فهو مشرك، وهذا هو الذي كان المشركون يعتقدونه في أصنامهم وآلهتهم، ولهذا يخوفون بها أولياء الرحمن" (١).

ويقول أيضًا: "ومعنى خوف السر: هو أن يخاف العبد من غير الله تعالى أن يصيبه مكروه بمشيئته وقدرته، وإن لم يباشره، فهذا شرك أكبر؛ لأنه اعتقاد للنفع والضر في غير الله" (٢).

ويقرر هذا المعنى الشيخ عبد الرحمن بن قاسم بقوله: "فإذا خاف من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر" (٣).

ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز: "وإنما الخوف الذي نهى الله عنه هو الخوف من المخلوق على وجه يحمل صاحبه على ترك الواجب، أو فعل المعصية، وفي ذلك نزل قوله سبحانه: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٥)} وهكذا الخوف من غير الله على وجه العبادة لغيره، واعتقاد أنه يعلم الغيب، أو يتصرف في الكون، أو يضر وينفع بغير مشيئة الله كما يفعل المشركون مع آلهتهم" (٤).

ويقول الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: "الخوف الشركي: وهو خوف السر؛ يعني: أن يخاف في داخله من هذا المخوف منه، وخوفه لأجل ما عند هذا المخوف منه مما يرجوه، أو يخافه من أن يمسه سرًا بشيء، أو أنه يملك له في آخرته ضرًا أو نفعًا، فالخوف الشركي متعلق في الدنيا بخوف السر، بأن يخاف أن يصيبه ذلك الإله بشر وذلك شرك.


(١) تيسير العزيز الحميد (ص ٤٠٦).
(٢) تيسير العزيز الحميد (ص ٣١).
(٣) حاشية الأصول الثلاثة لابن قاسم (ص ٥٩).
(٤) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (٦/ ٤٠٠).