للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول رحمه الله: "فالشّفاعة حق ولا تطلب في دار الدنيا إلا من الله تعالى" (١).

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا}: "أي: هومالكها، فليس لمن تطلب منه شيء منها، وإنما تطلب ممن يملكها دون كل من سواه؛ لأن ذلك عبادة وتأليه لا يصلح إلا لله" (٢).

ويقول الشيخ السعدي: "فإذا أراد رحمة عبده أذن للشفيع الكريم عنده أن يشفع رحمة بالاثنين، ثم قرر أن الشفاعة كلها له بقوله: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الزمر: ٤٤]؛ أي: جميع ما فيها من الذوات والأفعال والصفات فالواجب أن تطلب الشفاعة ممن يملكها وتخلص له العبادة" (٣).

ويقول الشيخ حافظ الحكمي: "والمقصود أن الشفاعة ملك لله عز وجل ولا تُسأل إلا منه، كما لا يكون إلا بإذنه للشافع في المشفوع حين يأذن في الشفاعة" (٤).

ويقول الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله -: "فإذا تبيَّن حَدُّ الشفاعة وحقيقتها، وأنها محض فضل من الله سبحانه وتعالى وإكرام أوجب ذلك تعلق القلوب به سبحانه في طلب الشفاعة ورجائها، فالله تعالى هو المتفضل بها على الحقيقة، والعباد مكرمون بها، لا يبتدئون بالقول، ولا يسبقون بالقول، وإنما يجلّون، ويخافون، ويثنون على الله، ويحمدون، حتى يؤذن لهم بالشفاعة" (٥).


(١) الرسائل الشخصية ضمن مجموع مؤلفات محمد عبد الوهاب (الرسالة السابعة عشرة، رسالة إلى أهل المغرب) (٣/ ٦٣).
(٢) فتح المجيد شرح كتاب التوحيد (ص ١٥٩ - ١٦٠).
(٣) تفسير السعدي (ص ٧٢٦).
(٤) معارج القبول، للشيخ حافظ الحكمي (٢/ ٨٨٨ - ٨٨٩).
(٥) التمهيد لشرح كتاب التوحيد (ص ٢٢٣).