= والحديث أخرجه أبو داود والطحاوي والدارقطني والطيالسي والبيهقي، وهو. وإن كان في سنده محمد بن ثابت العبدي الذي ضعفه غير واحد، فإن طرقه الأخرى تعضده، وقد أخذ به عبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله، ومن التابعين سالم بن عبد الله بن عمر، والحسن، وابراهيم النخعي، وبه قال مالك وسفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأصحاب الرأي. وذهب الإِمام أحمد واسحاق إلى الأخذ بحديث عمار بن ياسر عند البخاري: تمعَّكت فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:"يَكْفِيكَ الْوَجْهَ وَالْكَفَّيْنِ". هكذا نقله في شرح السنة.
قلت: والذي يتضح في الموضوع أن الاقتصار على الوجه والكفين بالضربة الواحدة مجز، وأن الأفضل أن يؤتى بالضربة الثانية للذراعين إلى المرفقين، وهو مشهور المذهب عندنا، فالضربة الأولى وتعميم الوجه والكفين بها إلى الكوعين واجب، والضربة الثانية ليديه سنة. وبالله التوفيق.
(١) حول المصنف: وصعيدٌ طَهُرَ كتراب وهو الأفضل، أي ولزم صعيد، أي لزم استعمال صعيد طاهر، أي متصف بالطهارة. وذلك معنى الطيب في الآية، وأفضل أنواع الصعيد التراب. قال البغوي في شرح السنة: قوله تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}(١). الآية. الصعيد هو التراب. والصعيد وجه الأرض. والطيب: الطاهر. ا. هـ. منه.
قال المعلق عليه: قال عياض في مشارق الأنوار ٢/ ٤٧: الصعيد: وجه الأرض ومنه {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} أي طاهرًا. وهو معنى قوله في الموطإ: وكل ما كان صعيدًا فهويتيمم به، سباخًا كان أو غيره؛ أي مما يسمى صعيدًا مما على وجه الأرض. والصعيد: التراب أيضًا.
وقال الزجاج: الصعيد وجه الأرض؛ وعلى الإنسان أن يضرب وجه الأرض ولا يبالي أكان في الموضع تراب أو لم يكن، لأن الصعيد ليس هو التراب، إنما هو وجه الأرض، ترابًا كان أوغيره، ولا أعلم بين أهل اللغة خلافًا أن الصعيد وجه الأرض. وانظر لسان العرب. ا. هـ. منه. بلفظه. وفي المدونة: وسئل مالك عن الحصباء يتيمم عليه وهو لا يجد المدر؟ قال: نعم. قيل له: فالجبل يكون عليه الرجل وهولا يجد المدر، يتيمم عليه؟. قال: نعم. وقال مالك في الطين يكون=