= ألخ. تقريره، والله أعلم، الرهن إعطاء شخص يصح منه البيع شيئًا يصح بيعه، بل ولو أعطى ما فيه غرر كآبق وبعير شارد، للتوثق بحق. وقد عرفه ابن عرفة فقال: الرهن مال قبضه توثقًا به في دين. قال: فتخرج الوديعة، والمصنوع في يد صانعه، وقبض المجني عليه عبدًا جنى.
وقد تقدم لك أن دليل الرهن من القرآن هو قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٢٨٣)}. الآية. ذلك أن الله تعالى لما ندب إلى الإِشهاد والكتب لمصلحة حفظ الأموال والأديان، عقب ذلك بذكر حال الأعذار المانعة من الكتب، وجعل لها الرهن، ونص على السفر من الأعذار لأنه أغلبها، لا سيما في عصر نزول الوحي؛ لكثرة الأسفار للغزو في سبيل الله.
قال العلماء: ويدخل في ذلك كل عذر، فإن الرهن في السفر بنص الكتاب، وهو في الحضر ثابت بالسنة، فقد رهن النبي -صلى الله عليه وسلم- درعه عند يهودي طلب منه سلف الشعير، فقال: إنما يريد محمد أن يذهب بمالي فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كَذَبَ إِنِّي لَأمِينٌ في لْأرْضِ أَمِينٌ في السَّمَاء، وَلَوِ ائْتَمَنَنيِ =