للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= البصري وإبراهيم النخعي والكلبي وقتادة والضحاك ومقاتل وأبوحنيفة وأحمد ودواد، قاله الشوكاني في نيل الأوطار نقلًا عن النووي وابن سيد الناس في شرح الترمذي، وإليك مزيدًا من الأدلة على أنها صلاة العصر؛ من ذلك:

حديث ابن مسعود قال: حبس المشركون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة العصرحتى احمرت الشمس أو اصفرت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مَلأَ اللَّه أجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، أَوْحَشَا اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورهُمْ نَارًا". رواه أحمد ومسلم وابن ماجه.

وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضًا: "صَلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْرِ". رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح.

وحديث سمرة بن جندب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصرِ" رواه أحمد والترمذي وصححه، وفي رواية لأحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى" وسماها لنا أنها العصر.

وعن البراء بن عازب قال: لما نزلت هذه الآية: حافظوا على الصلوات وصلاة العصر. فقرأناها ما شاء الله ثم نسخها الله فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} (١) فقال رجل: هي إذًا صلاة العصر؟. فقال: قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها الله. رواه أحمد ومسلم.

وحديث أبي يونس مولى عائشة رضي الله عنها، قال: أَمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفًا فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني: "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاة الْوُسْطَى". فلما بلغتها آذنتها، فأملت عليّ: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين. قالت عائشة: سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. رواه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي. وقال الشوكاني: لا دليل بمن استدل بهذه الواو على أنها غير صلاة العصر فقد تكون مثلًا مجيء الواو في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} (٢) وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ} (٣) وقول الشاعر:


(١) سورة البقرة: ٢٣٨.
(٢) سورة الأنعام: ٧٥.
(٣) سورة الأنعام: ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>