للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنْ لَمْ يَنْتَقِدْ، حَلَفَ الْمُكْتَرِي ولَزِمَ الجَمَّالَ مَا قَالَ إلَّا أنْ يَحْلِفَ عَلى ما ادَّعَى فَلَه حِصَّةُ المَسَافَةِ على دَعْوى المُكتَرِي وفُسِخَ الْبَاقي، وإنْ لمْ يُشْبِهَا حَلَفَا وفُسِخَ بكرَاء الْمِثل فيما مَشَى. وإنْ قَال: أكْرَيْتُكَ لِلْمَدينَةِ بِمِائةٍ، وبلَغَاهَا، وقَالَ: بَل لِمكَةَ بِأقلَّ فإنْ نَقَدَهُ فَالْقَوْلُ لِلْجَمّالَ فِيمَا يُشْبِهُ، وحَلَفَا وفُسِخَ، وإنْ لمْ يَنْقُدْ فَلِلْجَمَّالِ في الْمَسَافَةِ وللمُكْتَرىِ في حِصَّتِها مِمَّا ذُكِرَ بَعْدَ يمينهَا، وإنْ أشْبَهَ قَوْلُ المُكْرىِ فَقط فالقوْلُ لَه بِيَمينٍ، وإنْ أقَاما بَيِّنَةً قُضِيَ بأعْدَلِهمَا وإلَّا سَقَطتَا، وإن قال اكتَريْتُ عَشْرًا بِخَمْسينَ، وقالَ خَمْسًا بِمِائةٍ حَلَفَا وفُسِخَ. وإنْ زَرَعَ بَعْضًا ولَمْ يَنْقُذْ فَلِرَبِّهَا مَا أقَرَّ بِهِ المُكْتَرِي إنْ أشْبَهَ وحَلَفَ، وإلَّا فَقَوْلُ رَبِّهَا إنْ أشْبَهَ، فإن لمْ يُشْبِهَا حَلَفَا وَوَجَبَ كرَاءُ المِثْلَ فِيمَا مضَى، وفُسِخ الْبَاقي مُطْلَقًا، وإنْ نَقَدَ فَتَرَدُدٌّ.

تنبيهٌ: ذكر الحطاب. وإن طلب الجمال نقد الكراء قبل الركوب أو بعد السير القريب فامتنع المكتري، حملا على سنة الناس في نقد الكراء أو تأخيره، وإن لم تكن لهم سنة في ذلك كان كالسكنى لا يعطيه إلا بقدر ما سكن، وإن عجل الكراء من غير شرط فلا رجوع له فيه. وإن أراد أحدهما نقد البلد الذي وصلا إليه وأراد الآخر نقد بلد التعاقد قضي بنقد البلد الذي عقدا فيه الكراء. ا. هـ. منه.

وذكر الحطاب أيضًا هنا فائدة: يقال الكَرِيُّ والْمُكارِي والمُكْرِي لبائع المنافع. ويقال المكْتَرِي المُتَكَاري لمشتريها؛ حيث دخلت التاء فهو مشتري المنافع، قال: وجمع المكري مكرون وجمع الكري أكرياء وجمع المكتري مكترون. ا. هـ. منه.

قلت: لا يخفى أني في هذا الباب أتيت بغير ما التزمت؛ لأن هذه النقول في جلها آراء، لكنها لله الحمد منسوبة إلى قائليها وعهدة ذلك عليهم، وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، إنه هو التواب الرحيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>