للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عَشَرَةٍ إِلَّا يُؤْتى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا حَتَّى يَفُكَّ عَنْهُ الْعَدْلُ، أوْ يُوبِقَهِ الْجَورُ" أخرجه البغوي، وأحمد، والدارمي، والمنذري.

وعن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "وَيْلٌ لِلأُمَرَاءِ، وَيْلٌ لِلْعُرَفَاءِ، وَيْلٌ لِلْأمَنَاءِ، لَيَتَمَنَّيَن أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ نَوَاصِيَهُمْ مُعَلَّقَةٌ بِالثُّريَّا يَتَجَلْجَلُونَ بَيْنَ السَّمَاءِ والْأرْضِ، وَأَنهُمْ لَمْ يَلُوا عَمَلًا". أخرجه البغوي، وأحمد، وصححه الحاكم وابن حبان.

وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إِنَّ الْعَرَافَةَ حَقٌّ، وَلَا بُدَّ لِلناس مِنْ عُرَفَاءَ، وَلكِنَّ الْعُرَفَاءَ فِي النارِ". أخرجه أبو داود، وذكره في شرح السنة. قال البغوي: والعريف هو القيم بأمر القبيلة والمحلة يلي أمورهم، ويتعرف الأمير منه أحوالهم. وهو حق لما فيه من المصلحة للناس. وقوله: "وَالْعُرَفَاءُ فِي النَّارِ". معناه التحذير من التعرض للرئاسة والتأمر على الناس، لما فيه من الفتنة، وأنه إذا لم يقم بحقه، ولم يؤد الأمانة فيه، أثم واستحق العقوبة والنار. ا. هـ.

وعن ابن عمر قال، قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْأمِيرُ عَلَى النَّاسِ رَاعٍ عَلَيْهِمْ وهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ". الحديث المتفق عليه. قال البغوي: معنى الراعي هنا: الحافظ المؤتمن على ما يليه.

أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنصيحة فيما يلونه، وحذرهم الخيانة فيه، فالرعاية حفظ الشيء وحسن التعهد، فرعاية الإِمام: ولاية أمور الرعية والحيطة من ورائهم، وإقامة الأحكام فيهم. ا. هـ.

تنبيهٌ: ورد في الحث على العدل بين الناس قوله تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (١). وقال الله تعالى في المائدة أيضًا: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (٢). والقسط هو العدل. قال تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ} (٣). من الأعراف، أي أمر ربي بالعدل، يقال: أقسط إذا عدل، ويقال: قَسَطَ، إذا جارَ، والقاسط الجائر، قال الله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} (٤). =


(١) سورة المائدة: ٨.
(٢) سورة المائدة: ٤٢.
(٣) سورة الأعراف: ٢٩.
(٤) سورة الجن: ١٥. =

<<  <  ج: ص:  >  >>