للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إذا حلف بالله صدق عليه أنه حلف اليمين التي ورد بها القرآن. قال تعالى: {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ} (١). وقال تعالى: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} (٢). وقال تعالى: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} (٣). قال: ولأن من جاء يسأل عن الإِسلام قال: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، وأنه جاء في حديث ابن عمر المتفق عليه: "مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفِ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ". ا. هـ. منه بتصرف.

وقال ابن قدامة في المغني: واليمين المشروعة في الحقوق التي يبرأ بها المطلوب هي اليمين بالله.

في قول عامة أهل العلم، إلا أن مالكًا أحب أن يحلف بالله الذي لا إله إلا هو، وإن استحلف حاكم بالله أجزأ. قال ابن المنذر: هذا أحب إليَّ؛ لأن ابن عباس روى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استحلف رجلًا فقال له: "قُلْ: وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ مَا لَهُ عِنْدَكَ شَيْءٌ". رواه أبو داود. وفي حديث عمر حين حلف لأبى قال: والله الذي لا إله إلا هوإن النخل لنخلي، وما لأبي فيها شيء. ا. هـ. منه.

(٤) وقوله: ولو كتابيًا وتؤولت أيضًا على أن النصراني يقول بالله فقط، قال في المدونة: لا يحلف النصراني واليهودي في حق أو لعان أو غيره إلا بالله، ولا يزاد عليه: الذي أنزل التوراة والإِنجيل. قال عياض: وفرق ابن شبلون بين اليهودي والنصراني في ذلك؛ فألزم اليهود أن يقولوا: بالله الذي لا إله إلا هو؛ لقولهم بالتوحيد. انظر المواق.

والدليل على تحليف الكتابي قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ". فهو عام في كل مدعى عليه حتى يخرجه منه دليل منفصل، وأيضًا فقد روى شقيق عن الأشعث ابن قيس قال: كان بيني وبين يهودي أرض فجحدني، فقدمته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ لَك بَيِّنَةٌ"؟ فقلت: لَا، فقال لليهودي "إحْلِفْ". فقلت. إذًا يحلف فيذهب بمالي، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} (٤). رواه البخاري وأبو داود وابن ماجه. قال ابن قدامة: وممن قال يستحلف أهل الكتاب بالله وحده مسروق، وأبو عبيدة بن عبد الله، وعطاء، وشريح، والحسن، وإبراهيم بن كعب بن سور، ومالك، والثوري وأبو عبيد. وقال الخرقي: إن كان يهوديًا قيل له: قل: والله الذي أنزل التوراة على موسى. وإن كان نصرانيًا قيل له: قل: والله الذي أنزل الإِنجيل على عيسى. واحتج =


(١) سورة النمل: ٤٩.
(٢) سورة الأنعام: ٢٣.
(٣) سورة يوسف: ٩١.
(٤) سورة آل عمران: ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>