= فَمَاتَ فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي بِسَيْفِهِ يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لَا يُحَاشِي مُؤْمِنًا لإِيمَانِهِ، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ بِعَهْدِهِ، فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِلْعَصَبَةِ، أَوْ يُقَاتِلُ لِلْعَصَبَةِ، أوْ يَدْعُو إِلَى الْعَصَبَةِ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ". قال البغوي: هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم عن شيبان بن فروخ، عن جرير بن حازم، عن غيلان بن جرير، وأخرجه عن عبيد الله القواريري، عن حمَّاد بن زيد، عن أيوب.
وروى الأعمش: حدثنا زيد بن وهب، قال: سمعت عبد الله قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا". قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: "أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللهَ حَقَّكُمْ". قال البغوي: هذا حديث متفق عليه. أخرجه مسلم عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن الأعمش. وأخرجه البخاري في الفتن. قاله شعيب.
وصح عن علقمة بن وائل الحضرمي، عن أبيه، قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم، ويمنعونا حقنا؟ قال: "إسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكمْ مَا حُمِّلْتُمْ". هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه في الإِمارة، باب في طاعة الإِمارة، وإن منعوا الحقوق قاله شعيب.
وقال حذيفة: ما مشى قوم إلى سلطان الله في الأرض ليذلُّوه إلَّا أذلهم الله قبل أن يموتوا. ويروى مرفوعًا بإسناد غريب عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللهِ فِي الْأرْضِ أَهَانَهُ اللهُ". قال شعيب: أخرجه الترمذي في الفتن، وفي سنده مقال.
وعن عرفجة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ، فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ".
قال البغوي: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن محمد بن بشار، عن غُندر، عن شعبة، عن زياد بن علاقة.
أسمعت! يا من تحرض على العصيان على أولياء الأمور بقولك: "وأتاح لهم فرض ما يشاؤون من ضرائب، ومصادرة ما يشاؤون من أملاك دون تهيب مقاومة أو توجس عصيان. ورياضة الجماهير على قبول الضيم بفتوى شرعية (!) أفقدت الشعوب ملكة الشجاعة". ولعلك إن وقفت على هذا تعلم أن أهل الحديث على حق إذا كانوا كالمجمعين على استثناء السلطان للآثار الواردة بالصبر على جوره.