للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورَدَّ كُلَّ صِنْفٍ انْكَسَرَتْ عَلَيْهِ سِهَامُهُ إلى وَفْقِهِ، وإلَّا تَركَ وقَابَلَ بيْنَ اثنين فأخَذ أحَدَ المثْلَيْنِ أوْ أكثر المُتَداخِلَيْنِ وحَاصِلِ ضَرْبِ أحَدِهِمَا في وَفْقِ الآخَر إنْ تَوَافَقا، وَإلَّا فَفِي كُلِّهِ إِنْ تَبَايَنَا ثُمَّ بَيْنَ الْحَاصِلِ والثَّالِثِ ثُمّ كذلِكَ، وضُرِبَ في الْعَوْلِ أيْضًا وفي الصِّنْفَيْن اثنتا عَشْرَةَ صُورَةً لأنَّ كلَّ صِنْفٍ إمَّا أنْ يُوَافِقَ سِهَامَهُ أو يُبَايِنَها أو يوافق أحَدهمَا ويُباينَ الآخَرَ، ثُمَّ كُلٌّ إمَّا أن يَتَدَاخَلَا أو يَتَوافَقَا أو يتبايَنا أو يتَمَاثَلَا، فالتَّدَاخُلُ أَن يُفْنِيَ أحَدُهُما الآخر أوَّلًا، وإلا فإن بَقيَ واحدٌ فمُتَبَاينٌ، وإلَّا فالمُوافَقَةُ بِنِسْبَةِ مُفْرَدٍ لِلْعَدَدِ المفْنِي آخِرًا، ولِكلٍّ مِن التَّركةِ بِنِسْبَةِ حَظِّهِ مِن المسْأَلَة. أو تَقْسِيمَ التركَةِ على مَا صَحَّتْ مِنْهُ المسْأَلَة كزَوْج وأُمٍّ وأخْتٍ للزوْجِ ثلاثةٌ والتركةُ عشْرُونَ فالثلاثَةُ من الثمانيةِ رُبُعٌ وثُمُنٌ فيأخُذ سَبْعَةً ونصفًا، وإنْ أخَذَ أحَدُهُمْ عَرْضًا أخَذَهُ بِسَهْمِهِ وأَرَدْتَ مَعْرفَة قيمَته فاجْعَلْ المسألة سِهَامَ غير الآخِذِ ثُمَّ اجْعَلْ لِسهَامِهِ من تِلْكَ النِّسْبَةِ، فإنْ زَاد خَمْسَةً ليأخُذَ فَزِدْهَا عَلى الْعِشْرِينَ ثُمَّ اقْسِمْ.

= المسلمين، منهما أبو بكر الصديق وزيد بن ثابت، وابن عمر، ورواية عن عليّ، وهو قول أهل المدينة، وروي مكحول الآوزاعي، وبه قال الشافعي، عليهم رحمه الله.

وقال بتوريث ذوي الأرحام عمر بن الخطاب، وابن مسعود، ومعاذ وأبو الدرداء وعائشة، ورواية عن عليّ، وذهب إليه أهل الكوفة، وأحمد، وإسحاق، واحتجوا بقوله تعالى. {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} (١). قالوا: فقد جمع أولو الأرحام سببين؛ القرابة والإِسلام، فكانوا أولى ممن له سبب واحد وهو الإِسلام. وأجاب الأولون فقالوا: هذه آية مجملة جامعة، وظاهرها كل رحم قرب أو بعد، وآيات المواريث مفسرة لذلك الإِجمال، والمفسر قاضت على المجمل ومبين له. واحتجوا أيضًا بما رواه المقدام الكندي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أَنَا وَارِثُ مِنْ لَا وَارِثَ لَهُ، أَفُكُّ عَانِيَهُ، وَأَرِثُ مَالَهُ، وَالْخالُ وارِثُ مَنْ لَا وَارثَ لَهُ، يَفُكَّ عَانَيْهُ وَيَرثُ مَالَهُ".


(١) سورة الأنفال: ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>