(١) قوله: وركوع تقرب راحتاه فيه من ركبتيه. وندب تمكنهما منهما؛ بين فيه صفة الركوع في الصلاة. وفي حديث أبي حميد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركع فوضع يديه على ركبتيه، كأنه قابض عليهما، ووتر يديه فنحاهما عن جنبيه. وفي حديث المسيء صلاته عند ابن حبان:"إذَا رَكَعْت فَضَعْ رَاحَتَيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ، ثُمَّ فَرّجْ بَيْنَ أصَابِعِكَ، ثُمَّ امْكُثْ حَتَّى يَأخُذَ كُل عُضْوٍ مَأْخَذَهُ".
قلت: وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- بالتواتر أنه كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع.
واتفق البخاري ومسلم على تخريجه. وقال الدارمي في سننه: باب في رفع اليدين في الركوع وفي السجود؛ أخبرنا عثمان بن عمر، أنا مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل الصلاة كبر، ورفع يديه حذو منكبيه، وإذا ركع كبر ورفع يديه، وإذا رفع رأسه من الركوع فعل مثل ذلك، ولا يرفع بين السجدتين أو في السجود.
وأخبرنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن مالك بن الحويرث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا كبر رفع رأسه من الركوع. وأخبرنا سهل بن حماد ثنا شعبة عن عمرو بن مرة حدثني ابو البختري عن عبد الرحمن اليحصبي عن وائل الحضرمي أنه صلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان يكبر اذا خفض وإذا رفع، ويرفع يديه عند التكبير، ويسلم عن يمينه وعن يساره. قال: قلت: حتى يبدووضح وجهه؛. قال: نعم. ا. هـ.
(٢) وقوله: ورفع منه؛ أي رفع من الركوع، قال -صلى الله عليه وسلم-: "ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتوِي قَائِمًا". وقد تقدم بيان أنه ثبت بالتواتر أنه -صلى الله عليه وسلم- كان -بأبي وأمي هو- يرفع يديه إلى منكبيه كلما رفع رأسه من ركوعه، كرفعه لهما إذا أحرم وإذا ركع. والله الموفق.
(٣) قوله: وسجود على جبهته وأعاد لترك أنفه .. الخ. أما الدليل على السجود على الجبهة فهو ما أخرجه الشيخان -واللفظ للبغوي- من حديث عبد الله بن طاوس عن أبيه، قال: عن ابن عباس أن =