للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَانصَرفَتْ. ثمَ صَلَّى بالثَّانيةِ ما بَقِيَ وسَلَّمَ فأَتَمُّوا لأنْفُسِهِمْ (١) وَلَوْ صَلَّوْا بإِمَامَيْنِ أَوْ بَعْضٌ فَذًّا جَازَ، وإِن لَمْ يُمْكِنْ أَخَّرُوا لِآخِرِ الاخْتِيَاريِّ وصَلَّوْا إِيماءً كأَنْ دَهَمَهُمْ عَدُوٌّ بِهَا، وحَلَّ للضَّرورَةِ مَشْيٌ ورَكْضٌ وَطَعْنٌ وَعَدَمُ تَوَجُّهٍ وكَلَامٌ وإِمْسَاكُ مُلَطَّخٍ (٢)، وإِنْ أَمنُوا بِهَا أُتِمَّتْ صَلَاةَ أَمْنِ. وَبَعْدَهَا لَا إعَادَةَ، كَسَوَادٍ ظُنَّ بِهِ

(١) وقول المؤلف: قَسْمهم وإن وِجاهَ القبلة - إلى قوله - فأتموا لأنفسهم؛ هو لحديث يزيد بن رومان، عن صالح بن خوات عمن صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ذات الرقاع صلاة الخوف: أن طائفة صفت معه، وصفت طائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائمًا، فأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى، فصلى بهم الركعة التي بقيت، ثم ثبت جالسًا، وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم. قال مالك: وذلك أحسن ما سمعت في صلاة الخوف. قال البغوي: وهذا حديث متفق على صحته.

وفي أبي داود: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات الأنصاري أن سهل بن أبي حثمة الأنصاري حدثه أن صلاة الخوف أن يقوم الإمام وطائفة من أصحابه، وطائفة مواجهة للعدو، فيركع الإمام ركعة، ويسجد بالذين معه ثم يقوم، فإذا استوى قائمًا ثبت وأتموا لأنفسهم الركعة الباقية، ثم سلموا وانصرفوا والإمام قائم، فكانوا وجاه العدو، ثم يقبل الآخرون الذين لم يصلوا، فيكبرون وراء الإمام فيركع بهم ويسجد بهم، ثم يسلم فيقومون فيركعون لأنفسهم الركعة الباقية، ثم يسلمون. قال أبو داود: وأما رواية يحيى بن سعيد عن القاسم فهي نحو رواية يزيد بن رومان إلا أنه خالفه في السلام. ورواية عبيد الله بنحو رواية يحيى بن سعيد قال: ويثبت قائمًا. ا. هـ.

(٢) وقوله: كأن دهمهم عدو الخ. أي وذلك لقوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} (١). سورة البقرة: ٢٣٩. فإن صلاة الخوف أنواع تختلف باختلاف العدو؛ إحداهما مثل هذه؛ أن يكون في حالة القتال، يصلون بالإيماء إلى أي جهة كانت رجالًا أو ركبانًا، وكذلك كل من خاف من عدو، أو سبع، أو حريق، أو سيل، فهرب وصلى في حالة الهرب بالإيماء يجوز، ومن خرج في طلب عدو فلا=


(١) سورة البقرة: ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>