للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حاجب الشمس فقعد على المنبر، فكبر - صلى الله عليه وسلم - وحمد الله عز وجل ثم قال: "إنكمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيارِكُمْ وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أمَرَكُمُ الله عَزَّ وَجَلَّ أنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكمْ أنْ يَسْتَجِيبَ لَكمْ". ثم قال: "الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرحِيمِ ملِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لَا إلهَ إلَّا اللَّهُ يَفْعَل مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الله لَا إلهَ إلَّا أنْتَ، أنْتَ الغَنِي وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ أنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَاجْعَلْ ما أنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إلَى حِين". ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض أبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس، ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سألت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه، فقال: "أشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ". وإسناده حسن. وصححه ابن حبان والحاكم وقال أبو داود: إسناده جيد.

(٧) وقوله: وجاز تنفل قبلها وبعدها؛ هو لما في المدونة: وسألت مالكًا عن الذي يخرج إلى المصلى في صلاة الاستسقاء، فيصلي قبل الإمام أو بعده، أترى بذلك بأسًا؟. قال: لا بأس بذلك. ا. هـ. منه.

تنبيه: في الصحيحين من حديث أنس بن مالك قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، وأنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه. أخرجه البخاري ومسلم كلاهما في الاستسقاء؛ باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء. وروى مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن أبي بكير عن شعبة: سمعت أنسًا قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه، قال شعبة: فذكرته لعلي بن زيد، فقال: إنما ذلك في الاستسقاء.

وروى ابن عباس، قال البغوي: موقوفًا عليه ومرفوعًا: المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما. والاستغفار أن تشير بإصبع واحدة. والابتهال أن تمد يديك جميعًا. ا. هـ. أخرجه البغوي في شرح السنة، وهو في سنن أبي داود في الصلاة؛ باب الدعاء. وأخرجه الحاكم وسنده قوي.

تنبيه: قد ثبت في سنة المسلمين الاستسقاء بأهل الصلاح وأهل بيت النبوة، ففي البغوي عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب. فقال: اللهم إنا كنا =

<<  <  ج: ص:  >  >>