للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. فيسقون. وهذا حديث صحيح، أخرجه البخاري في الاستسقاء؛ باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا. وأخرجه في فضائل الصحابة، في ذكر العباس بن عبد المطلب.

وقد يتشبث بهذا الحديث من يقول بالتوسل بذوات أهل العلم والصلاح، والحقيقة أن أمير المؤمنين إنما توسل بدعاء العباس، ويوضح ذلك ما أخرجه الزبير بن بكار أن العباس لما استسقى به عمر قال: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوية، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوية، فاسقنا الغيث. قال: فأرخت السماء مثل الجبال. حتى أخصبت الأرض وعاش الناس. انظر الفتح.

تنبيه: ومن السنة الاستسقاء في خطبة الجمعة؛ ففي الصحيحين من حديث أنس أن رجلًا دخل المسجد يوم الجمعة، من باب كان نحو دار القضاء، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب، فاستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا، ثم قال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا. قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه ثم قال: "اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا". قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة، وما بيننا وبين سَلْعٍ من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل التُّرسِ، فلما توسطت السماء. انتشرت ثم أمطرت. قال أنس: فلا والله ما رأينا الشمس سبتًا. ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب، فاستقبله قائمًا، فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادعُ الله يمسكْها عنا، قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه، ثم قال: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الْأوْدِيَةِ وَمنَابِتِ الشَّجَرِ". قال: فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس. قال شريك: فسألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول؟. قال: لا أدري. ا. هـ. قال البغوي: هذا الحديث أخرجه البخاري عن قتيبة، وأخرجه مسلم عن قتيبة، وابن حجر، ويحيى بن يحيى، كل عن إسماعيل بن جعفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>