للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الفطر إن أصبح صائمًا متطوعًا. وإلى هذا ذهب ابن عباس. ا. هـ. منه.

وقال الحطاب بعد ما قرر مذهب المصنف: ابن عبد السلام: هذا هو المذهب، ومذهب المخالف عندي أظهر للأحاديث الواردة في ذلك. ا. هـ. منه.

واحترز بقوله العمد من النسيان والإكراه، وبالحرام، من الفطر لشدة الجوع والعطش، والحر الذي يخاف منه تجدد مرض أو زيادته، وفطره لأمر والديه وشيخه. ا. هـ. منه.

وقال الحطاب: واعلم أن فطره للوالدين مقيد بأن يكون رقة عليه لإدامة صومه. وأن المراد بالشيخ، الشيخ الذي أخذ على نفسه أن لا يخالفه. كذا قيده في التوضيح. وقال ابن ناجي في شرح الرسالة، بعد مسألة الوالد، قلت: ظاهر المذهب أن شيخه الذي يتعلم عليه العلم، لا يتنزل منزلة الأب، وكان بعض من لقيته يفتي بأنه كهو. ا. هـ.

قلت: وأي اعتبار شرعي لشيخ لا يعلّم العلم، وما مزيته الشرعية حتى ينزله الشرع منزلة الوالد؟!. ولا ينقضي عجبي بتخصيص هذا الشيخ بشيخ الطريقة الذي أخذ على نفسه العهد أن لا يخالفه. وأعجب من ذلك قول الدردير: وألحق بعضهم به شيخ العلم الشرعي. انظر - رحمك الله - ترويج هذا الباطل، بجعله الأصل؛ ليلحق به شيخ العلم الشرعي. وهل كان شيخ الطريقة موجودًا في القرون المشهود لها بالخير؟!. هل كان موجودًا بين أظهر الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين لهم بإحسان؟!. علمًا بأن كل ترهاتهم يزعمون أنها تتصل بالحسن بن أبي الحسن البصري رحمه الله، فهل كان إلا شيخ علم؟!. ولعل ما قيده في التوضيح من كونه شيخه، الذي أخذ على نفسه أن لا يخالفه، لعل أن يكون ذلك التقييد هفوة منه رحمه الله، أصابته بها غفلة الصالحين، كما أصابته بقوله في المختصر: (وهل هو العباسي)؟!. ذلك أنه عاش في عهد بلغت فيه طرق الصوفية أوجها، فظن أن لا حقوق لشيخ غير شيخها، وهو غير معصوم، كما ظن الحكم العباسي - الذي عاش إلى أيامه هو - لن ينقطع أبدًا، فقال: وهل هو - أي الإِمام الذي يتوقف الذبح على ذبحه - العباسي؟. ويريد به ولي الأمر. تأمل هذه. والله يغفر لنا وله. ولا غرابة في أن يتلقاها الدردير ومحشّيه بالترويج؛ لأن الإثنين كل منهما شيخ تصوّف، أخذها الثاني عن الأول، وهو أخذ الطريقة الخلوتية عن شيخه الحفني. والله أرجو التوفيق لما يرضاه من القول والعمل، وأن يغفر لنا ولهم جميعًا وللمسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>