للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بعدما صلَّى الصبح. وهو قول الأوزاعي وأحمد وإسحاق وأبي ثور. وذهب قوم إلى أنه يدخل قبل الغروب من الليلة التي يريد أن يعتكف فيها من الغد. وهو قول مالك والثوري والشافعي وأصحاب الرأي. ا. هـ. منه. وفي ابن ماجه بسنده عن عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أرأد أن يعتكف صلَّى الصبح، ثم دخل المكان الذي يريد أن يعتكف فيه … الحديث.

(٨) وقوله: واعتكاف عشرة، وبآخر المسجد، وبرمضان، وبالعشر الأخير، أما قوله واعتكاف عشرة، فلم أرها مطلقة إلا في حديث أبي هريرة، ولفظه عند البغوي: قال: كان يعرض على النبي القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض. وكان يعتكف كل عام عشرًا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض. ا. هـ. وهو في البخاري. وأخرجه الدارمي، وابن ماجه، وأحمد.

وأما قوله بآخر المسجد، فهو واضح أنه للحرص على عدم التشويش. وأما قوله: وللعشر الأخير؛ أي من رمضان، ففي الصحيحين عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده. ا. هـ.

(٩) وقوله: لليلة القدر الغالبة به، وفي كونها بالعام أو برمضان خلاف، تقريره - والله أعلم - أن ندب اعتكاف العشر الأواخر من رمضان هو لطلب ليلة القدر؛ الغالبة الوجود بالعشر الأخير؛ لمواظبته - صلى الله عليه وسلم - على اعتكافه التماسًا لليلة القدر؛ فقد ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - اعتكف العشر الأول منه، فأتاه جبريل فقال له: إن الذي تريد أمامك. فاعتكف العشر الأوسط، فأتاه جبريل فقال له: إن الذي تطلب أمامك. فاعتكف العشر الأواخر. ا. هـ. جواهر الإكليل.

وقوله: وفي كونها بالعام أو برمضان خلاف وانتقلت، التحقيق فيه - إن شاء الله - أنها في رمضان في العشر الأواخر منه، وذلك بدلالة القرآن على أنها في رمضان قطعًا لقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. مع قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (١) الآية. وقد =


(١) سورة البقرة: ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>