للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَتَحْصِيبُ الرَّاجِعِ لِيُصَلِّيَ أرْبَعَ صَلَوَاتٍ، وَطَوَافُ الْوَدَاعِ (١) إنْ خرجَ لِكَالْجُحْفَةِ لَا كالتَّنْعِيمَ وَإنْ صَغيرًا. وَتَأَدَّى بالإفَاضَةِ وَالْعُمْرَة، وَلَا يَرْجِعُ القَهْقَرَى. وَبَطَلَ بِإِقَامَةِ بَعْضِ يَوْمٍ بِمَكَةَ، لَا بِشُغْلٍ خَفَّ، وَرَجَعَ لَهُ إنْ لَمْ

(١) وقوله: وطواف وداع، أي ومن المستحب طواف الوداع - ويقال له: طواف الصدَر - ودليله قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ مِنَ الْحَاجِّ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ". رواه مسلم في صحيحه. وهو في شرح السنة للبغوي بهذا اللفظ عن ابن عباس. قال: كان الناس ينصرفون من كل وجه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث. والدليل على أن الأمر فيه ليس عزيمة، كونه - صلى الله عليه وسلم - رخص للحائض والنفساء في تركه. قالوا: ولم يرخص في ترك واجب، فلم يرخص في تركه إلا لأن الأمر للإِستحباب. والله تعالى أعلم وأحكم.

وإذا فرغ من طواف الوداع يستحب له أن يقف في الملتزم بين الركن والباب ويقول: اللهم هذا بيتك، وأنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك، حملتني على ما سخرت لي من خلقك، وسيرتني في بلادك حتى بلغتني بنعمتك إلى بيتك، وأعنتني على أداء نسكي، فإن كنت رضيت عني، فازدد عليّ رضى، وإلا فمن الآن قبل أن ينأى عن بيتك داري، فهذا أوان انصرافي، إن أذنت لي، غير مستبدل بك ولا ببيتك، ولا راغب عنك، ولا عن بيتك، اللهم فاصحبني العافية في بدني، والصحة في جسمي، والعصمة في ديني، وأحسن منقلبي، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، واجمع لي بين خيرَيْ الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير. ويدعو بما أحب، ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن الدعاء لا يرد حيث يقترن بها.

وقوله ولا يرجع القهقرى، قال الحطاب: لأنه خلاف السنة، وكثير من الناس يفعل ذلك هنا في مسجده - صلى الله عليه وسلم -، ولا أصل لذلك في الشرع الشريف، وأدت هذه البدعة إلى أن صاروا يفعلونها مع مشائخهم، وعند المقابر التي يحترمونها، ويزعمون أن ذلك من الأدب. انتهى منه بلفظه.

تنبيه: في طواف الرجال والنساء معًا، أخرج عبد الرزاق في المصنف، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عطاء أنه منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال، فأخبرني وقال: كيف يمنعهن الطواف؟. وقد طاف نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الرجال؟. قلت: أبعد الحجاب؟. قال: أي =

<<  <  ج: ص:  >  >>