= تلاعب الشيطان ببعض إخواني في بعض أقطار الإِسلام، من عدم اعتبار إعلان السلطات الشرعية إعلانًا شرعيًا؛ يجب به الفطر، والوقوف بعرفة، وتضحي بموجبه الناس. ولا يخفى عند من له أدنى مسكة من علم، أن السلطان التي تجب طاعته، هو صاحب السلطة، سواء تقلدها ببيعة أو بتغلب، وإنه لا يشترط في طاعته ووجوبها إِلا الإِسلام فقط، اللهم إلا إذا أمر بمعصية الله.
قال في النوازل:
ومن تغلب وعمَّت طاقتُه … قد وجبت على الجميع طاعته
لذلك، فإني أرى أن من بلغه إعلان السلطات الفطر، وأصبح صائمًا على الرغم من ذلك، إنه عاصٍ بصومه ذلك؛ لأنه صام العيد المحرم صومه إجماعًا. وقد شق عصا المسلمين المحرم شقها إجماعًا، وصدق فيه أنه ممن ورد فيهم:"وَإِعْجَابُ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرأْيِهِ". فالله أرجو التوفيق والسداد لي ولجميع المسلمين، وهو حسبنا ونعم الوكيل.