= عنهما. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَطَالَ أَحَدُكُمُ الْغَيْبَةَ عَنْ أَهْلِهِ فَلَا يَأْتِي أَهْلَهُ طُرُوقًا". وفي لفظه آخر عنه رضي الله عنه، وهو متفق عليه أيضًا، قال: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"إِذَا دَخَلْتَ لَيْلًا، فَلَا تَدْخُلْ عَلَى أَهْلِكَ حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمَغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ".
قلت: وقد تقدمت إشارة المختصر إلى هذا الفرع في كتاب الصلاة؛ في صلاة المسافر، وهو قوله: وندب تعجيل الأوبة والدخول ضحى، يريد بذلك الاقتداء بسنته - صلى الله عليه وسلم -، فقد روى أنس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يطرق أهله. كان لا يدخل إلا غدوة أو عَشيةً. متفق عليه.
ومن آداب القادم من السفر، عمل وليمة يأكل منها من حضر، اقتداء بفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة نحر جزورًا أو بقرة. وقال معاذ عن شعبة: فلما قدم صرارًا أمر ببقرة، فذبحت، فأكلوا منها، رواه البخاري. قال شعيب: وصرار موضع بظاهر المدينة على ثلاث أميال منها إلى جهة المشرق.
وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر ضحى، دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس. متفق عليه من حديث كعب.
ومن آداب المسافر إذا همّ بالخروج في بعض شأنه، أن يخرج يوم الخميس؛ لما ثبت في صحيح البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحب أن يخرج يوم الخميس. رواه عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه.
ويكره للمسافر السير أول الليل؛ لما رواه جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُرْسِلُوا مَواشِيَكُمْ وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْعَثُ جُنودَهُ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ". رواه مسلم. وفي الحديث:"عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ فَإِنَّ الْأرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ". رواه أبو داود، وسنده مقال، لكن صححه الحاكم، وأقره الذهبي. =