للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَوْلُهُ بِيَمِينٍ فيهما. عَبْدُ الوَهَّابِ: إلَّا أن يَكُونَ بكِتَابٍ. وإسْمَاعِيلُ: بأَن لا يَتأخَّرَ عَنِ البِنَاءِ عُرْفًا.

وَفِي مَتَاعِ الْبَيْتِ؛ فَلِلْمَرْأةِ المُعْتادُ لِلنِّسَاءِ فَقَطْ بِيَمينٍ، وَإِلَّا فَلَهُ بِيَمِينٍ. وَلَهَا الْغَزْلُ إِلَّا أنْ يَثْبُتَ أنَّ الكتَّانَ لَهُ فشَرِيكَانِ، وَإنْ نَسَجَتْ كُلِّفَتْ بَيَانَ أنَّ الْغَزْلَ لها. وَإنْ أقَامَ الرَّجُلُ بَيِّنَةً عَلَى شِرَاءِ مَالَهَا حَلَفَ وَقُضِيَ لَهُ بهِ كالْعَكْسِ. وفي حَلَفِهَا تأويلَانِ.

(١) وقوله: بالدف والدخان، قال البغوي: إعلان النكاح وضرب الدف فيه مستحب، وقد روي عن القاسم بن محمد، عن عائشة بإسناد غريب، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَعْلِنُوا هذَا النِّكَاحَ، واجْعَلُوهُ في الْمَسَاجِدِ، وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ" أخرجه الترمذي في النكاح. وفي إسناده عيسى بن ميمون الأنصاري وهو ضعيف، غير أنه روي من حديث الرُّبَيِّع بنت معوِّذ بن عفراء.

قالت: جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فدخل حين بُني عليَّ، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربْن بالدُّفِّ، ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر؛ إذ قالت إحداهن: وفينا نبيٌّ يعلم ما في غد، فقال: "دَعِي هذِهِ وَقُولِي بِالَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ". قال البغوي: هذا حديث صحيح. قلت: وهو في البخاري باب ضرب الدف في النكاح والوليمة. وفي البخاري أيضًا عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: "يَا عَائِشَةُ مَا كانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ فَإِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ". قال ابن حجر في فتح الباري: قوله: ما كان معكم لهو، في رواية شريك فقال: "فَهَلْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا جَارِيَةً تَضْرِبُ بِالدُّفِّ وَتُغَنِّي؟ ". قلت: تقول ماذا؟. قال: "تقول:

أتيناكم أتيناكم … فحيانا وحياكم

لولا الذهب الأحـ … ـمَر ما حلت بواديكم

ولولا الحنطة السمرا … ءُ ما سمنت عذاريكم"

وفي البغوي عن محمد بن حاطب الجمحي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ =

<<  <  ج: ص:  >  >>