للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هناك صور على كجدار، والدليل على هذا الفرع الحديث المتفق عليه؛ وهو في الموطإ وفي البغوي ولفظه: عن عائشة أنها اشترت نمرقةً فيها تصاوير، فلما رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- قام على الباب فلم يدخُلْ، فعرفَتْ في وجهه الكراهية، فقالت: يا رسول الله، أتوب إلى الله وإلى رسول الله، فماذا أذنبت؟. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فَمَا بَالُ هذِهِ النِّمْرَقَةُ"؟ قالت: اشتريتها لَك تقعد عليها وتوسَّدُها. فقال: "إنَّ أَصْحَابَ هذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ". ثم قال: "إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ".

قال البغوي: فيه دليل على أن من دعي إلى وليمة فيها شيء من المناكير أو الملاهي، فإن الواجب أن لا يجيب، إلا أن يكون ممن لو حضر تترك وترفع بحضوره أو بنهيه. ا. هـ.

قال البغوي: وكذلك إذا دعاك من أكثر ماله من حرام، أو من لا تأمن أن يلحقك في إجابته ضرر في دين أو دنيا، فلا عليك الإِجابة. ا. هـ. منه.

(٥) قوله: لا مع لعب مباح، أي لا يجوز التخلف عن إجابة دعوة الوليمة مع لعب مباح خفيف؛ كدف وغناء مثل ما أقر عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث الربيّع المتقدم، أو في حديث إهداء عائشة رضي الله عنها للفارعة بنت أسعد بن زرارة، وقد تقدم التنبيه على كل ذلك والحمد لله الموفق.

(٦) وقوله: ولا يدخل غير مدعوّ إلا بإذن، يعني أن غير المدعو للوليمة لا يجوز له دخول محل الوليمة، سواء أكل أو لم يأكل، إلا بإذن الداعي إليها. قالوا: ما لم يكن تابع ذي هيئة يعلم عادة أنه لا يجيء وحده، فلا يحرم دخوله؛ وذلك لما روي عن أبي مسعود الأنصاري قال: كان فينا رجل نازل يقال له أبو شعيب، وكان له غلام لحَّام، فقال لغلامه: اجعل لي طعامًا لعلّي أدعو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم- خامس خمسة، فتبعه رجل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لرجل: "إِنَّكَ دَعَوْتَنِي خَامِسَ خَمْسَةٍ، وَإِنَّ هذَا تَبِعَنِي، فإِنْ أَذِنْتَ لَهُ وَإِلَّا رَجَعَ". قال: لا بل آذَن له. ا. هـ. قال البغوي هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد عن محمد بن يوسف، وأخرجه مسلم عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن محمد بن يوسف عن سفيان، قال: وفيه دليل على أنه لا يحل طعام الضيافة لمن لم يدع إليها. ا. هـ. منه. وبالله تعالى التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>