للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يزيد. فقال: اتبع السواد لعله يزيد، فبلغ الحكاية إلى شريك (١) فقال: لو ترك القياس في شيء لتركه مع الحجام. وذكر الكرماني (٢) عن محمد (٣) بن سلمة قال: مرض أبو يوسف؛ فعاده الإمام مرارا فرآه في بعض الأيام ثقيلا فقال: لقد كنت أؤملك بعدي للمسلمين ولئن مت ليموتن علم كثير، فلما برأ أعجب بنفسه وعقد مجلس الأمالي (٤) في مسجده، فلما بلغ ذلك الإمام دس إليه رجلا، وقال: قل له: ما تقول في قصار (٥) أنكر أن يكون الثوب لصاحبه، ثم جاء إليه مقصورا وطلب الأجر؟ وإن قال: يجب الأجر، قل: أخطأت، وإن قال: لا، قل: أخطأت، ففعل الرجل ذلك، فقام أبو يوسف من ساعته وجاء إلى خدمته، فقال: ما جاء بك إلا مسألة القصار سبحان الله من رجل يتكلم في دين الله، ويعقد مجلسا، ولا يحسن مسألة من مسائل الإجارة، فقال


(١) هو: شريك بن عبد الله القاضي. ستأتي ترجمته برقم ٢٦٩.
(٢) ينظر: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد:٣٥٠،١٣/ ٣٤٩، الكردري، المناقب:١/ ١٦٠، ١٦١.
(٣) هو: محمد بن سلمة، الإمام المحدث، أبو عبد الله الحراني المفتي. قال ابن سعد: كان ثقة، فاضلا. توفي في آخر سنة (١٩١ هـ‍ /٨٠٩ م).
ينظر: ابن سعد، الطبقات:٧/ ٤٨٥؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:٩/ ٤٩.
(٤) الأمالي: كتاب أملاه الإمام أبو يوسف علي طلبته ومن يحضر دروسه، وهو في فروع الفقه الحنفي، ذكر أنه أكثر من ثلاث مئة مجلد (ينظر: حاجي خليفة، كشف الظنون:١/ ١٦٤) والأمالي عند أهل الفقه والحديث والأدب جمع الإملاء، وهو أن يقصد عالم وحوله تلامذته بالمحابر والقراطيس، فيتكلم العالم بما فتح الله (عزّ وجلّ) عليه من العلم ويكتبه التلاميذ، فيصير كتابا. ينظر: حاجي خليفة، كشف الظنون:١/ ١٦١ وللإملاء آداب ورسوم اعتنى بها المحدثون على وجه الخصوص. ينظر: السمعاني، أبو سعد، عبد الكريم بن محمد (ت ٥٦٢ هـ‍ /١١٦٦ م) أدب الإملاء والإستملاء، نشر: ماكسي ويسويلر (د. ط‍، مطبعة بريل، لندن،١٩٥٢ م) ص ٢٥ وما بعدها، ابن الصلاح، علوم الحديث: ص ١٦٠.
(٥) القصار، محور الثياب، ومبيضها.
ينظر: الزبيدي، أبو الفيض، محب الدين محمد بن مرتضى الحسيني (١٢٠٥ هـ‍) تاج العروس من جواهر القاموس (د. ط‍، دار الحياة، بيروت، د. ت) ٣٤٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>