للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

علمني، قال: إن قصره قبل الجحود يجب الأجر؛ لأنه صنعه للمالك وإن قصره بعده لا يجب؛ لأنه صنعه لنفسه، ثم قال: من ظن أنه يستغني عن التعلم فليبك على نفسه. وذكر المرغيناني (١): أن شيطان الطاق (٢) وهو شيخ الرافضة كان يتعرض للإمام كثيرا، فدخل الشيطان يوما في الحمام، وكان فيه الإمام، وكان قريب العهد بموت أستاذه حماد فقال الشيطان: مات أستاذكم فاسترحنا منه، فقال الإمام: استأذنا مات وأستاذكم {مِنَ الْمُنْظَرِينَ .. }. {إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} (٣)؛ فتحير الرافضي فكشف عورته، فغمض الإمام عينه، فقال الشيطان: يا نعمان منذ كم أعمى الله بصرك؟ فقال: منذ هتك الله سترك؛ فبادر الإمام إلى الخروج من الحمام وانشأ شعر (٤):

أقول قولي وفي قولي بلاغ وحكمة … وما قلت قولا جئت فيه بمنكر

ألا يا عباد الله خافوا إلهكم … ولا تدخلوا الحمام إلا بمئزر

(وروى عنه) (٥) أنه قال: كنا لا نصرف من عند حماد إلا بفائدة، فقال لنا يوما إذا وردت عليكم مسألة معضلة فاجعلها سؤالا على صاحبها فوعيته، فبعد مدة ذهبت إلى دار المنصور، فخرج إلي ربيع الحاجب (٦)، وكان يعاديني، فقال إن أمير


(١) ينظر: الموفق المكي، المناقب:١/ ١٦٩؛ الكردري، المناقب،١/ ١٦٢.
(٢) هو: محمد بن النعمان، أبو جعفر، الأحول العراقي، شيعي جلد. يلقبه الشيعة بمؤمن الطاق، يعد من أصحاب جعفر بن محمد (عليه السلام). توفي سنة (١٨٠ هـ‍ /٧٩٦ م).
ينظر: ابن النديم، الفهرست:٢٤٤؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:١٠/ ٥٥٣.
(٣) سورة الحجر: الآية ٣٧.
(٤) البيتان في: الموفق المكي، المناقب:١/ ١٦٩؛ الكردري، المناقب:١/ ١٦٢.
(٥) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٦٤.
(٦) هو: أبو الفضل الربيع بن يونس، كان حاجبا لأبي جعفر المنصور، ثم وزر له بعد أبي أيوب المورياني وكان من نبلاء الرجال. توفي سنة (١٧٠ هـ‍ /٧٨٦ م).
ينظر: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد:٨/ ٤١٤؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان:٢/ ٢٩٤ - ٢٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>