للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يوما إلى جنبه في صلاة الفجر، فقرأالإمام: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ} (١) /٣ أ/فارتعد أبو حنيفة حتى عرفت ذلك منه.

وعن سهل بن مزاحم قال: قال لي (٢): لا يترك القاضي على القضاء أكثر من سنة حتى يعود إلى العلم فيتذكر، ثم يتولى ثانية.

وعن عبد الله الأحفظ‍ (٣): أنه ذهب مع الحسن بن عيسى بن زيد إليه فقام له وعظمه، ثم قال له: كان جدك (صلى الله عليه وسلم) يكره أن يقوم الرجل إلا لثلاثة: ذو سلطان لسلطانه، وذو علم لعلمه، وذو شرف لشرفه وأنت منهم.

وعن الحسن (٤) بن أحمد الفارسي (٥): من مناجاته أنه كان يقول: الهي إن كان صغيرا في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائي أملي، إلهي كيف انقلب بالخيبة محروما وظني بجودك أن تقبلني مرحوما، الهي إن عزب رأيي عن تقويم ما يصلحني فما عزب يقيني عني فيما ينفعني، الهي اعززت نفسي بإيمانك فكيف تذلها بأطباق نيرانك، الهي إذا تلونا من كتابك: شديد العقاب اشفقنا، وإذا تلونا فيه: الغفور الرحيم اشتقنا، فنحن بين أمرين، لا يؤمننا الكتاب سخطك، ولا يؤيسنا من رحمتك إن قصر سعيي عن استحقاق نظرك فأفض علي من كرمك، إنك لم تزل بي بارا أيام حياتي فلا تقطع عني برك أيام مماتي، إن غفرت فبفضلك وإن عذبت فبعدلك، يا من لا يرجى إلا ثوابه، ولا يخشى إلا عذابه، ومن شواهد كرمك


(١) سورة إبراهيم/الآية ٤٢.
(٢) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ٧٧.
(٣) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ٧٨.
(٤) هو: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي الفسوي، أبو علي صاحب التصانيف، وله كتاب (الحجة) في علل القراءات، توفي سنة (٣٧٧ هـ‍ /٩٨٧ م).
ينظر: ياقوت الحموي، معجم الأدباء:٧/ ٢٣٢ - ٢٦١؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:٣٧٩/ ١٦.
(٥) ينظر: الكردري، المناقب:٨٢،٢/ ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>