للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

استتمام نعمائك، ومن محاسن جودك استكمال آلائك، الهي إن أخطأت طريق النظر لنفسي بما فيه كرامتها. فقد تبينت طريق الفزع بما فيه سلامتها، الهي إن كنت غير مستاهل لما أرجو من رحمتك فأنت أهل أن تجود على المذنبين بفضلك ورأفتك، الهي أمرت بالمعروف وأنت أولى من المأمورين، وأمرت بصلة السؤال وأنت خير المسئولين، الهي سترت علي ذنوبا في الدنيا، وأنا إلى سترها أحوج في العقبى، إلهي هب لي توبة نصوحا تذيقني من حلاوتها، وتوصل إلى قلبي من حرارتها، حتى أكون في الدنيا غريبا ولك محبا فأصبح بطول بكاء وكثرة دعاء، الهي اجعلني في رحمتك مع الأبرار، واعتقني من النار، واغفر لي عكوفي على الدنيا بالعشي والإبكار.

ومن كلامة (١): من أراد أن ينجو من عذاب العقبى لا يبالي من عذاب الدنيا، ومنه: لا تجمع الذنوب والآثام لحبيبك، ولا تجمع الأموال لنقيضك، عني بالحبيب نفسه، والنقيض وارثه.

وذكر الإمام السمعاني، عن هلال (٢) بن يحيى البصري: سمعت يوسف (٣) ابن خالد السمتي، قال (٤): كنت اختلف إلى عثمان (٥) البتي بالبصرة فقيه أهلها وكان يتمذهب مذهب الحسن (٦)، وابن سيرين فأخذت من مذاهبهم وناظرت عليها معهم، ثم استأذنت للخروج إلى الكوفة لتلقي مشايخها والنظر من مذاهبهم، والاستماع


(١) ينظر: الكردري، المناقب:٨٢،٢/ ٨١.
(٢) ستأتي ترجمته برقم ٦٩١.
(٣) ستأتي ترجمته برقم ٧٢١.
(٤) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ٨٣ - ٨٧.
(٥) فقيه البصرة، ابو عمرو، أسم أبيه مسلم، وقيل أسلم، وقيل سليمان، وكان صاحب رأي وفقه. ينظر: ابن سعد، الطبقات:٧/ ٢٥٧ الذهبي، سير أعلام النبلاء:٦/ ١٤٨.؛ لم تذكر مصادر الترجمة سنة الوفاة.
(٦) يعني الحسن البصري.

<<  <  ج: ص:  >  >>