للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا يخفى أن الميل المجرد لا يسمى الوصمة الشنيعة من دون الفعلة الفظيعة، وقد ابتلى بالنظر إليهم بعض الأولياء كالشيخ أوحد الدين الكرماني، والعراقي وغيرهما، ومما يدل على براءته ونظافة ساحته ما ذكر من شهادة أحمد ابن حنبل، فسبحانك هذا بهتان عظيم، نشاء من عدو حسود لئيم.

وفي (تذكرة) (١) ابن حمدون، قال المأمون ليحيى بن أكثم: يا أبا محمد، من الذي يقول.

قاض يرى الحد في الزناء ولا … يرى على من يلوط‍ من باس

فقال: من لعنه الله أو ما تعرفه يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، قال: هو أحمد ابن أبي نعيم الذي يقول:

لا أحسب الجور ينقضي وعلى ال‍ … أمة وال من آل عباس

فخجل المأمون.

وفيه أيضا (٢): أن المتوكل أولم فلما بدأوا اللعب، قال: ليحيى بن أكثم انصرف، قال: لم يا أمير المؤمنين قال: لأنا نخلط‍، قال: أحوج ما تكونون إلى قاض؛ فاستظرفه المتوكل، وأمر أن تغلف (٣) لحيته ففعل، فقال: إنا لله ضاعت الغالية (٤) هذه كانت تكفيني دهرا لو دفعت إلي؛ فضحك المأمون، وأمر له بدورق ذهبا مملوءا لبه، ودرج بخور، فأخذه في كمه وانصرف.


(١) ينظر: ابن حمدون، محمد بن الحسن بن محمد بن علي (ت ٥٦٢ هـ‍ /١١٦٦ م) التذكرة الحمدونية، تحقيق: إحسان عباس وبكر عباس (ط‍ ١، بيروت، دار صادر،١٩٩٦) ٩/ ٣٧٤.
(٢) ينظر: ابن حمدون، التذكرة الحمدونية:٩/ ٣٧٥.
(٣) غلف القارورة جعلها في غلاف، أي وضع لحيته في قارورة مسك.
ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:٢/ ١١٢١.
(٤) الغالية: طيب من مسك وعنبر.
ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:٢/ ١٧٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>