للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من الضعفاء، إنهم يقولون: إنما روى عنهم في كتابه للإعتبار، والشواهد، والمتابعات، وهذا لا يقوى؛ لأن الحفاظ‍ قالوا: الإعتبار، والشواهد والمتابعات أمور يتعرفون بها حال الحديث، وكتاب «مسلم» التزم فيه الصحة، فكيف يتعرف حال الحديث الذي فيه بطرق ضعيفة!!.

ثم اعلم أن (إنّ) و (عن) مقتضيتان للإنقطاع عند أهل الحديث، ووضع في «مسلم» و «البخاري» من هذا النوع شيء كثير، فيجيبون بأن ما كان من هذا النوع في غير (الصحيحين) فمنقطع وما كان في «الصحيحين» فمحمول على الإتصال.

وروى مسلم في «كتابه» عن أبي الزبير عن جابر أحاديث كثيرة بعنعنة، وقد قال الحفاظ‍: أبو الزبير محمد (١) بن مسلم المكي يدلس في حديث جابر، فما كان بصيغة العنعنة لا يقبل.

وقد ذكر ابن حزم، وعبد الحق (٢) عن الليث بن سعد، أنه قال لأبي الزبير:

علم لي على أحاديث سمعتها من جابر حتى أسمعها منك، فعلم له على أحاديث أظن أنها سبعة عشر حديثا، فسمعها منه/٦١ أ/قال الحافظ‍: فما كان من طريق الليث، عن أبي الزبير، عن جابر فصحيح.


= ينظر: ابن سعد، الطبقات:٦/ ٢٤٣؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:٦/ ١٧٩.
(١) هو محمد بن مسلم بن تدرس، الإمام الحافظ، الصدوق، أبو الزبير القرشي الأسدي، مولى حكيم بن حزام.
توفي سنة (١٢٨ هـ/ ٧٤٥ م).
ينظر: ابن سعد، الطبقات: ٥/ ٤٨١؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء: ٥/ ٣٨٠.
(٢) هو الإمام الحافظ، البارع المجود، العلامة أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن سعيد الأزدي الأندلسي الأشبيلي المعروف بابن الخراط.
توفي سنة (٥٨١ هـ/ ١١٨٥ م).
ينظر: النووي، تهذيب الأسماء واللغات: ١/ ٢٩٢؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء: ٢١/ ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>