للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنت تقضي في هذا المسجد ثلاثين سنة ولا تعلم كم فيه اسطوانة! فقال للمدعي: اردد عليّ شهودك، وقضى له بالقراح. وقال هذا الشعر» (١).

- «سأل يوسف بن خالد السمتي أبا حنيفة عن الوتر؟ فقال: هي واجبة، فقال يوسف: كفرت يا أبا حنيفة! وكان ذلك قبل أن يتلمذ عليه، كأنه فهم من قول أبي حنيفة أنها فريضة وأنه زاد على الفرائض الخمسة! فقال أبو حنيفة ليوسف: أيهولنى أكفارك إياي؟ وأنا أعرف الفرق بين الفرض والواجب كفرق ما بين السماء والأرض! ثم بين له الفرق بينهما، فاعتذر إليه وجلس عنده ليتعلم بعد أن كان من أعيان فقهاء البصرة» (٢).

- «يقال إن أبا الحسن الأشعري سأل استاذه أبا علي الجبائي عن ثلاثة أخوة، أحدهم: كان مؤمنا برا تقيا، والثاني: كان كافرا فاجرا شقيا، والثالث: كان صغيرا، فماتوا فكيف كان حالهم؟ فقال الجبائي: أما الزاهد ففي الدرجات، وأما الكافر في الدركات، وأما الصغير فمن أهل السلامة! فقال الأشعري: أن أراد الصغير إلى درجات الزاهد هل يؤذن له؟ فقال الجبائي: لا، لأنه يقال له: إن أخاك إنما وصل إلى هذه الدرجات بسبب الطاعة الكثيرة، وليس لك تلك الطاعات! قال: فإن قال ذلك الصغير ليس مني التقصير فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني! فقال الجبائي: يقول الباري جل وعلا: كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت وصرت مستحقا للعقاب الأليم، فراعيت مصلحتك، فقال الأشعري: فلو قال الأخ الكافر يا إله العالمين كما علمت حاله علمت حالي فلم راعيت مصلحته دوني؟ فانقطع الجبائي» (٣).

- «حضر (محمد بن زرزور) يوما جنازة، وحضر أبو المنهال-وكان عظيم الجاه رفيع القدر-فسأله عن مسألة، فأخطأ، ثم ثانية، ثم ثالثة! فقام


(١) الترجمة ٦٨٥.
(٢) الترجمة ٧٢١.
(٣) الترجمة ٣٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>